بسم الله الرحمن الرحيم .
خواطرٌ أتت على ما في الفؤاد ، و جالت بهاء النفس. فيها من تباريح الوجدِ ، و ترانيم الهمس .فربما الخلجات قد تعزيني عن فاجعة الرزء ، و فادحة الفقد ، لعلها تهديني لواضحة السلوى والصبر . قد تزيدني علمًا و دِرايةً بأمور و تقلّبات الدهر. و لا أدري أهي نعمة غراء؟ أم مصيبة بلا عزاء ؟ .. و قد تركتْ كلومًا ظاهرة الأثرِ .تفوتها ما في النفس فوتَ السماء للأرض .. و مع ذلك لابدّ من إنشاد و بحث عن صبرٍ في هذا العصر.
مصائبٌ و أهوال .فها أنا مرتهنٌ بها حتى بقية هذا العمر ، مسلمٌّ لها مقرٌّ بالعجز . إذا أقرّ المرء بالعجز فقد خرج عن تبعة التقصير، وبريء من ربقة المعاذير.
بل أجد نفسي مستخفًّا لخطرها ما أثقلني من أعباءِ الحزن .
كم انتظرتُ أيامًا مضيئة المطالع بشموس الأُنس ..
و لكن واهاً لكِ من أيامٍ ، فلا أنتِ الكأس الصافية ، و لا أنتِ شمول العزّ .
بل أتيتِ بشوائب الهمّ ، و نوائب الغم كدرًا .
كم تمنيتُ أن أحيا عصري مرتاح الطرف ، قرير العين . لأستعيد ومضات من شوارد الحلم . إذا الحوادث قد تحاملت على القلب .
و مع ذلك ، ها أنا أقول : لا جزع مع الخطب ، بعد هذا المنطق الفصل .
يا رفاق الوداد
إليكم هذا معا شر الخلاّن ، فإن أعجبكم هذا فبالدعاء أجزلوا ، وإن تركتم فأجملوا ، فالسّترُ محمودٌ ، والعتب مرفوع .
و رحم الله من ستر عيبًا ، و غض الطرف عن زلل.