كانت ذريعة الحرب التي شنتها القوات الأميركية على العراق بداية عام 2003 إنقاذ العالم من أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق، لكن حقائق الاحتلال الأميركي للعراق بدأت تنكشف الواحدة تلو الأخرى وأولها كان عدم وجود تلك الأسلحة المزعومة، وآخرها حتى الآن ما نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية من أن القوات الأميركية العائدة إلى بلادها من العراق بعد مرور سبعة أعوام على احتلاله ستترك وراءها كماً هائلاً من المواد السامة التي تتخلص منها محلياً بدلاً من إعادتها إلى الولايات المتحدة، ورغم من أن هذا التصرف يمثل خرقاً واضحاً حتى لقواعد وزارة الدفاع الأميركية نفسها فإنه لا أحد من الحكومتين العراقية أو الأميركية تطرق للموضوع قبل نشره في صحيفة «التايمز». أما الجيش الأميركي الذي تقع على عاتقه المسؤولية كاملة فإنه وعلى لسان أحد قادته قال إنهم صرفوا أكثر من خمسين مليون دولار على معالجة تلك المواد السامة وأن المواد الأخرى سوف تتم معالجتها قبل نهاية عام 2011 وهو تاريخ الانسحاب النهائي المزعوم لتلك القوات الأميركية المقاتلة من العراق.
لا يزال العراق غارقاً في الاضطراب رغم من كل محاولات فرض الاستقرار سواء من قبل الحكومة العراقية أو من القوات الأجنبية الموجودة على أرضه، وحتى الآن لم يلمس العراقيون نتائج الجهود المعلنة لإصلاح النظام السياسي، أو لمحاربة الفسادين الإداري والمالي، ولا يزال يدفع في الوقت نفسه فاتورة الغزو. فالمشهد العراقي الآن عبارة عن مهزلة والوضع في غاية الألم، الذين أتى بهم الاحتلال كاذبون لا يقولون الحقيقة ويفعلون عكس ما يقولون فهم في الحقيقة ينفذون أجندة الاحتلال ويأخذون أوامرهم منهم.
والحقيقة أيضاً أن الشعب العراقي يعاني الجوع والفقر والبطالة والأمراض، خاصة الأمراض السرطانية بسبب الأسلحة الأميركية، وباختصار شديد العراق عبارة عن بيت هُدم على رؤوس أهله.