تشكل المدرسة الفضاء المناسب لتلقين القيم والمبادئ المشتركة التي
توحد المجتمع وتحافظ على الترابط بين الاجيال المتعاقبة .
وكل امة من الامم تسعى الى خلق ذاكرة جماعية تعتمد فيها
بالاساس على الامجاد واللحظات
التاريخية البارزة وتسليط الضوء على الشخصيات الفاعلة في تاريخها .
وتقدم النماذج المختلفة في العالم عن شخصيات واعلام صارت رموزا وطنية تذكر
في كل مناسبة وطنية ..
فعلى سبيل الذكر لا الحصر...
حين نذكر الامة التركية نستدل بشخصية مصطفى اتاتورك
وحين نذكر الامة الهندية يبرز اسم مهاتما غاندي شامخا
وحين نذكر الامة الايرانية نستحضر اسم اية الله الخمينئي
وحين نذكر البلدان الافريقية وحركة التحرر الوطني
تظهر اسماء عظيمة مثل الزعيم الغيني سيكو توري
و ليوبولد سنغور وتوم مبويا وفي الجزائر اسم الزعيم بن باديس
وفي تونس اسم الحبيب بورقيبة
وفي المغرب اسم علال الفاسي وعبد الخالق طريس
هؤلاء الاسماء صنعت تاريخ اوطانها ورسمت بمداد من الفخر استقلالها .
ولربط تاريخ هذه الاوطان القطرية بماضيها الغابر تتضمن المقررات التعليمية
اسماء لاعلام بارزة سطعت في مجالات علمية مختلفة واثرت في الانسانيةجمعاء
وصارت سيرتها متداولة هناك. اكثر مما هي متداولة عندنا كما هو الحال بالنسبة
لشخصية عربية مسلمة لم تاخذ حقها كما يجب وظلمت مرات ومرات
يتعلق الامر بالعلامة الفيلسوف ابو الوليد ابن رشد صاحب الانجازات العلمية في الطب
والشريعة والادب والمنطق ،
ظلم ابن رشد وحرقت كتبه في زمنه
والان لم يعد يدرس في المدارس التعليمية او حتى تذكر له سيرة
في الجامعات العربية مع العلم ان كتابته في الفلسفة تدرس الان
في اكبر الجامعات الامريكية والبريطانية والفرنسيةويوضع له تمثال في اسبانيا .
وجد لهذا العلامة الكبير اعتراف في الغرب ولم يجده في وطنه الام
ونماذج ابن رشد كثيرة في الوطن العربي لم تعد اسمائهم تذكر الا في الازقة
واسماء الشوارع وتطلق على المستشفيات
للاسف على امة تنكرت لماضيها وجاحدت فضل اهل العلم عليها
كان من الافضل ان تخصص حصصا لتثقيف هذا الجيل وتعريفه بشخصيات خالدة
واذا قمنا باستجواب التلاميذ اليوم عن سيرة ابن بطوطة
او ابن النفيس او الجاحظ او ابن الطفيل اوابن الهيثم وغيرهم الكثير لن تجد جوابا
وهذه هي الحقيقة كاملة عن واقع تدريس الاعلام في المدرسة العمومية .