اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيم المؤمن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السّّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
وَبَعْد :
لِلْمَرَّةِ الثَانِيَةِ تَأْبَى نَفْسِي إِلَّا أَنْ تُقَاسِمَكُمْ خَلَجَاتِهَا
بَعْدَ أَنْ قَبَرْتُهَا بَيْنَ طَيَّاتِ أَمْسٍ بَعِيدٍ
سُقْتُهَا إِلَيْكُمْ أَوْ بِالَأحْرَى سَاقَتْنِي فَأَتَتْ عَلَى سَجِيَّتِهَا
وَعَزَائِي الوَحِيدْ أَنْ تَنَالَ رِضَاكُمْ
لَإنِ اسْتَحْسَنْتُمُوهَا فَذَلِكَ لِرِفْعَةِ ذَوْقِكُمْ
وَ لَإنْ شَابَهَا نَقْصٌ فَأعْلَمُوا أَنَّهَا نُقِشَتْ مِنْ بَعِيدِ زَمَانْ
أَلَا زِلْتَ يَا قَلْبُ فِي تَقَلُّبِكَ تُنَاجِيهَا *** وَ تَرْنُو بِعَيْنٍ أَثْقَلَ الدَّمْعُ مَآَقِيهَـا
أَحْيَيْتَ دَيَاجِيكَ بِالَآمَالِ تَرْقُبُهَا *** وَ تَسْأَلُهَا بُرْءًا لَا يَتِمُّ إِلَّا بِرُقْيَاهَـا
فَتَـمْضِي بِكَ الَأيَّـامُ عَلَى مَهَـلٍ *** لِلُجِّ بَحْرِ الَأحْزَانِ الدَّمْعُ سَاقِيهَـا
وَتَعْلَقُ بِخُيُـوطِ وَهْمٍ أَنْتَ نَاسِجُهَا *** وَتَأْسَى إِنْ شُجَّتْ وَ قُدَّتْ بَوَاقِيهَـا
وَ تَطْرَبُ لِغُنَّةِ صَوْتٍ مِنْهَا تَسْمَعُـهُ *** وَ تَشْـدُوا مُهَلِّـلًا بِقُرْبِ تَلَاقِيهَـا
وَ تَـتـَلَبَّدُ كأَدُمِ غيْمٍ شَحَّ قَطْـرُهُ *** لِـصَدَى دَنْدَنَـاتٍ كُنْتَ أَنْتَ قَـالِيهَـا
و َتَصْطَبِرُ عَلَى مُرِّ نَأيِهَا مُنْكَمِـدًا *** سَيَّالَ الدَّمْعِ فِي الحَيَـاةِ شَاقِيهَـا
تُنَاجِي المَنِّيَـةَ وَ الجِسْمَ تُهْلِكـُهُ *** نَحِيبًا فَلَا تَعْجَلْ!! فَإِنَّكَ لَمُسْقَاهَـا
مِنْ طَرْفٍ وَارِدِهَا دِهَاقًا أو بِنَجِ *** يــعٍ مُضَرَّجٍ، من الَأحْدَاقِ مَاقِيهَا
أَلَا يَـا لَائِـمَ قَلْبَ الوَامِـقِ الكَمِـدِ *** لَوْ لِنَفْسِكَ المَلَامَـةَ كُنْتَ مُبْقِيهَـا
كَجَمْرَةٍ أَجَّجَتْ رِيَاحُ الزَّمَنِ شُعْلَتَهَا *** بِفَيْحِهَـا سَعْيًـا لِلْكَبِـدِ تُحْرِقُهَــا
فَزَادَتْـك آَلَامًا وَالبَيْنُ يُوقِدُهَـا *** فَمَا خَبَتْ وَلَوْ كَانَ الدَّمْعُ مُغْرِقَهَـا
خَبِّرْنِي بِرَبِّكَ أَسَهْمُ العِشْقِ أَعْلَلَكَ***بَلْ حُبٌ بَرِئٌ وَعِفَّةٌ الطُّهْرُ وَاقِيهَا
وَهَلْ الحَبِيبَةُ للزَّفَرَاتِ تَسْمَعُهَا***زُجْلًا كَحَشْرَجَةٍ وَعَيْنُ الرَّمْسِ تَرْمُقُهَا
يَاقَلْبُ أَضْنَيْتَنِي و َهَدَّيْتَ تَرَائِبِي *** وَأَحْلَلْتَ بِأَيَّامِي ظُلْمَةً كُنْتُ فَالِقَهَا
فَيَا مُقَلِّبَ القُلُـوبِ بِقُدْرَتِـهِ أَسْبِـلْ *** جَلَدًا وَ أََعْتِـقْ شَمْسِي لِمَشْرِقِهَـا
مِنْ أَرْشِيفِ رَوَاسِبِ ذِكْرَيَاتٍ
أَعُدُّهَا يَائِسَةً بَائِسَةً كَسَابِقَتِهَا
|
وقد عثرنا في رواسِبِ ذِكرياتِكَ على وجهٍ حسنٍ للإبداع
بِصراحة أسلوبُكَ في الكتابة رفيعٌ،
يأسرُ الأنظارَ ويُطرِبُ الأسماع
دُمتَ بهذه الرّوعة،
وزادك الله رِفعةً و من أفضالِه عِلما وانتِفاع.