الخائن الهاوي
.. منّا من كان يقرا لهذا الزاوي .. الهاوي كره الآخرين .
منّا من كان لا يعرف حقيقته فيُعجب بما يعجنه الخائن من حروف .. وكم قرأت له من مقال .. لا لشيء سوى لأنّها قريبة من العين .. سهلة متاحة .. متوفرة يوميا في جريدة سعرها يساوي سعر خبزة و لا يساويها في مدة الصلاحية .. حيث انّ الخبز يبقى وتفنى الجريدة بعد نصف يومٍ من تحريرها .. فتذبل و تُبدّل وظيفتها بحكمةٍ حسب الحاجة ..
قد أصبح هذا الدكتاتور ; الهاوي كُره الناس عندي أقلّ من فاصلة أُوظّفها للفصل بين جملتين .. وإنّي والله مشفقٌ عليه ما صنع به صديقي الكوثري وقد أثنى كتفيه وحنى رأسَه وشق لسانه ومدّ أذنيه .. وأصاب الكوثري في صنيعه ما أخطأ حرفُه وِجهةً قصدها ، ولا اعوّج .. فكان كلام الكوثري كالفعل وكلام الزاوي كثرثرة طفل غير بريء .. لم يصدّقها أبلهٌ ولا اعتبر لها السفيه شأنا ..
بعد كلّ ذلك .. ولانّ الكوثريّ ما ترك لنا بين مقاله من فراغ نملؤه أو نقصانٍ نكمله .. فقد اخترتُ ألاّ أسير على آثار خطواته .. ولكن
أحبّ أن أختار زاوية للرؤية قد تغيب عن البعض وقد تعيبونها عليّ .. وأحاول أن أجد للرجُل الأعذار إن وجدت أو أخلقها ..
فحين تكون القباحة الادبية كمثل الجُنحة في القانون .. يُعاقب الجاني وحين تكون ( القباحة ) كالجريمة يعاقب المجرم ويشدّ عليه في العقاب ..
أمّا لو كانت القباحة تتجاوز هذا وذاك .. فإنّ أوّل فكرة تطفة للأذهان أن يُشك في فطنة المتهم سلامة عقله ، ودرجة وعيه ، حين ارتكاب القباحة ..
كيف كان يفكر الزاوي لحظة ارتكابها .. ما الدوافع .. ماهي ملابسات قضيتنا المطروحة ...
قال صديقي ضاحكا : انا افكّر إذا أنا فكرون ../.. يتبع