هل تستطيع ان تقوم المرأة بدور الام والاب معا؟

[همسات الأقدار]

السلام عليكم و رالله و بركاته

أختي ... أو لنقل " سيّدتي " .... كان الله في عونكِ و ألهمكِ صبرا و قوّة على إكمال الدرب الذي لايزال طويييييلا أمامكِ

إسمحي لي أن أنقلَ لكِ تجربتي الخاصة ..... فأنا ابنة إمرأة أقلُّ ما يقال عنها " عظيمة "

استطاعت أن تتحدّى العالم أجمع .... بصبر و قوة و تحدٍّ و إصرار

أكملتْ تربيتنا أنا و أخي منذ أن توفي أبي .... غادرَنَا دون أن أذكُرَ شكلهُ حتى

كنتُ في الثانية من عمري .... و كان أخي في شهوره الأولى

استطاعت أمي بعدها أن تربينا .... و تُعلِّمنا أحسن تعليم .......... زرعتْ فينا الفضائل .... و درّبتنا على التحدي

أروع ما في الأمر أنّها اختارت الطريق الصعب .... بأن تكمل الطريق وحدها ,, دون إعانة أحد

لم تقبل أن يتدخل أحدهم في أمورنا .... ولا حتّى رجل يحميها ... و هي لاتزال شابة في مقتبل العمر

زاد هذا من إصرارنا أنا و أخي ..... و جعلنا نشعر منذ الصّغر
" أنَّ هنالك ما ينتظرنا "

ينتظرنا تحدي كبير لنثبت فيه أنفسنا .....
لنكون قدر هذه التضحية

تربينا و كلُّنا عزم و إصرار على أن نكون كما تريدنا

تعلمنا ,, تميّزنا ,, تفوّقنا

كانت نجاحاتنا " إنتصارا "

نثبتُ فيها كلَّ مرّة أنّا ها هنا ,, و أنّا نستحقُّ تلكًَ التضحية

كم كان جميلا أن نتفوّق على كل أقراننا ممّن وُفِّرتْ لهم جميع وسائل الرّفاهية ..

لم تكن حياتنا يوما ما " سهلة "

بل على العكس ....

عانينا طويلا ,, لنكون في الأخير
" نحن "

نحن ,, الذين تعلّمنا دروس الحياة
تعلمنا الإعتماد على أنفسنا
تعلّمنا تحمل المسؤولية منذ الصّغر
تعلّمنا التحدي و الإصرار و الصبر

تعلّمنا الإنتصار

لكن مشاكل الحياة وصغر اولادي احدهم 11 وبنتي آمال 5 سنوات يوحيان لي بأن المسقبل صعب والايام الآتية لن تكون مثل سابقاتها

مؤكّدُ أنّها لن تكون .....
لكنّكِ وحدكِ المسؤولة عنها
" كيف تكون "

سيّدتي ... كوني تلكَ الأمّ العطوف الحنون
أشعري أولادكِ بحبِّكِ و عطفك

و كوني أبا بزرعكِ فيهم الفضائل و القيم
علّميهم تحمُّل المسؤولية
أخبريهم " أنّكم الآن أملي الوحيد "
قولي لهم " عليكم أن تثبتوا أنّكم لا تختلفون عن البقية "

أنتم .... يمكنكم أن تكونوا أحسن من الجميع
كونكم " أنتم "

لا تأبهوا بالمصاعب ,, فلا تبتسم الدنيا لأحد

اصبروا ... فبعد كلِّ صبر " إنتصار "

استعيني بخالٍ متفهّم أو عمٍّ عطوف
لكن ... لا تحسسيهم أبدا بفضلهِ عليهم
لا يجب أن يشعروا بشفقة أحد
و إلاَّ فهم في غنى عن مساعدة أيٍّ كان

كوني أنتِ الأب

إن استطعتِ العمل ... كان أحسن
و لكن ... و أنتِ أب
لا تنسي أمومتكِ

سيكون عليكِ تحمّلُ الكثير ... إن أردتِ لأبنائكِ أن يكونو كما تتمنّين و أكثر

قراركِ صنع أيديكِ

فكوني كما تريدين أن يكونو

أعانكِ الله .... هو وحده من سيعينكِ بحق

عذرا على الإطالة ,, و لو أنّي وددتُ قول الكثير و الكثير
فمازال في جعبتي حصيلة 18 سنة

عموما

أتمنى لكِ و لهم التوفيق

كوني بخير