الأمر يتطلب الكثير من الجنون لتقرأ
فهل تفعل ؟
أنصحك قبل البداية أن لا تبدأ
فكلمات المجانين لا تقرأ
انتظر
هل أنت متأكد من رجاحة عقلك وستقدم
إذن تفضل
كل المقاعد شاغرة
أشعلوا الأضواء
هاهنا سأقيم مسرحية لأجلكم
ليسعد الأطفال
تعال يا أخي الصغير اجلس حدّق بعيوني
ماذا تبصر ؟
خوفا
أجل كنت خائفة قليلا
مع هدوء الليل سأرتاح
لا أحد يراقبني
لا أحد يتحسس خطواتي
إلا هو
لذا لن أميل يمينا أو شمالا
أحبّ أن أكون معتدلة
إن أنت قسوت سأحنو
وإن أنت هجرت سأقترب
وإن أنت صمتّ ..سأتحدث
وإن سكن الليل والكل نام أستيقظ
لأني أحبّ الاعتدال
لا أحب أن يسرق الليل حقي في الكلام
لذا كلّ الأحاديث التي تدور بيني وبين نفسي
تزرعها الليالي
فأنا اليوم لست سعيدة
لست بائسة ولا حزينة
لست أيّ شيء
أنا فقط أرغب في الحديث
فكّرت أن عيوني ستحمل مسرحية
وإن أخذت دور البطولة
كلا الرحالة البائسة
يمكن أن يكون الأمر رومنسيا وأكثر تسلية
ليس بالضرورة أن تجمع الرومنسية بين عاشقين
وإنما بين اثنين في كيان واحد
هاته الريح الصاخبة الساكنة الهادئة
المتورعة
وهذا الجسد الذي لا أعلم كيف أصفه
ربما مجرد وسيلة لتنفيذ مطلب
رغبة أمل ما
لم تشتعل الأنوار بعد لتنطلق المسرحية
خلف الكواليس كل الأحاديث كانت تدور
لذا من حقك أن تسأل
أن تترنح أو تبكي
لحماقتي الزائدة
وغبائي اللامتناهي
تساءلت الريح
هل يملك هذا الـجسد أن ينتفض إن أنا ...
هل يملك أن يقول نعم حين أقول لا
أنا الريح متصرف بارع
وهذا الجسد خاضع لا يتورع
لذا اعصفي أيتها الريح
أيقضيه
اجعلي الليل يثور على طقوسه
ليتنفس الصبح
أمّا هو فكان يردد
خاطت بالوهم الحكايا
ازدرت
ارتدت ثوب المدائن
وانطفت
أشعلت أنواري واختفت
لتقول
احترقت وفّيت واكتفيت
دندن الرمش على مسامعها أغنية
كأني سمعتها من قبل
"الرحالة الصغير
يعيش في الفضاء
يلتقط النجوم
وبها يطير
ويوما ما سيزورنا"
أهداب تساقطت .. همست
على الأمل أسحب مهجتي
لكن بلا لقاء
وانتهت المسرحية لأن العرض فاشل
والممثل غادر الحياة