دفاتري و لكن ....

[بدر 07]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح القلم

السلام عليكم جميعا

أرها على الرفوف تتراكم عليها حبيبات الغبار لتشكل طبقات تلوى طبقات كأنها تعد بالسنوات ....

لكنني لم أتجرأ على نفضها ...ليس لي طاقة على لمسها

و حتى نظراتي لها تكاد تكون كوميض البرق أو اقل

خطواتي لا تعبرُّ أمامها مطلقا .... ليس هناك ثأر بيني و بين تلك الدفاتر لا لا لكنها مرعبة ...

يرعبني ما كنت اكتبه فيها سابق عهدي ...

أذكر أن كلماتي لم تكن تكتب فقط... بل حفرت من شدة صلابة روحي و قوة عزيمتي و ثقتي بنفسي
معلنة التحدي و عدم الاستسلام .... لا شيء اسمه هزيمة في حياتي و لا تراجع عن أهدافي في ذاتي
لم أكن قاسية أبدا لكنني حازمة في أمري ... كنت أخوض معركة مع ظروف هذا الزمن
في ساحة الصفحة البيضاء ...

تلك السطور تحكي عن تمردي ... عنادي ... تضحياتي ... أحزاني ... عطائي ... و حبي ....

كم كنت ألتحف بلحاف الرجولة لأكون أقوى مما أنا عليه كأنثى ... لضفر بما كنت اطمح إليه ...

و الآن .... من أنا ؟ ...

و أين أنا من ذلك ؟!... لم اعد كما كنت ....

و لم استطع العودة ...

حتى ذاكرتي تأبى نبش و المكوث عند ذلك الزمن لكي لا تشعرني بضعفي الآن ....
أحس أنني لم اعد ندة لما كنت اكتبه و لا أقوى على مواجهة تلك الصفحات

و تمعن فيما كنت اسرده في نفسي السابقة...

و يظل الزمن يمر عليا و مازال جسدي ينتفض عند رؤية تلك الدفاتر ....
قد زرعت في نفسي الخوف مع أنها كانت حقيقتي التي افتخرت بها في وقت مضى

أبهذا القدر كان لي هيلمان و قوة ؟؟!

لكنهما أصبحتا من الماضي .... و ربما وهمٌ عشته ..

و صدقته على نفسي ... أم أنها نفس أخرى لبستني

و غادرتني تاركةًًً وراءها بقايا أشلاءِها الممزقةٍ

و الواهنة ... لا تقوى على فعل شيء....

أم أن ذلك الزمن بمتطلباته هو من صنع لي تلك النفس و فرضها عني ؟

من حين لأخر أتخيل أن تلك الدفاتر تضحك علي

لأنها هزمتني و لأني لم استطع تحريكها حتى.... ربما كل يوم تُقيمُ فيه احتفالا على هذا الشرف
الذي حازت عليه لمجرد أنها غلاف و صفحات شيء جامدة بالنسبة لنا ...

لكن محتواها .... يظل عقدة يتربط أمامها كلُ كياني ....





تقبلوا مشاغبات قلمي

و عليكم السلام و رحمة الله
كلماتك أكثر من رائعة أنستي
ربما معرفتي بك و معرفت الأعضاء تفيدك
أنا أعرف أنك لا تستسلمين للخوف أبدا
لك بأس الرجال و شجاعتهم
كما لك حنان و صدق ووفاء الأنوثة
و الشيئ الأروع فيك
أن لديك إبداع العظماء
و قلمك الذي روضته حتى أصبح روحا ثانية داخلك تعيشين بها

تقبلي مروري يا روح القلم
ننتظر دائما جديدك
تحياتي لك / بدر