الأخت الكبرى....أُمًّا .....فهل هناك من يتذكر فضلها

[أحمد أبو عبد الرحمن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمر سراب

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي أحمد،
موضوعك يستحقُّ نقشَ بصمتنا فيه، لأنّه يستوقِفُنا لنتذكّر من يُمثّلونَ أهمِّ مكانةٍ في حياتِنا..
أقول نتذكّرهم ليس لأنّنا نسيناهم، فلسنا بِقادرين على نِسيانِ من كانت أفضالهم إحدى الرّكائِز التي شكّلت لنا بِساط العونِ والرّاحةِ والأمان..
ولستُ أُبالِغُ إن قلتُ في حقّ أختي الكبرى والوحيدة أكثر من هذا..
هذه الأخت التي ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في مساعدة كلّ أفراد عائلتي بما فيهِم الوالدين الكريمين حفظهما الله وأطال عمرهما..
ولكن للأسف الشّديد كان ذلِك على حِسابِ دراستِها،
فأذكر أنّها توقّفت في سنٍّ مُبكّرة لتُعينَ أمّي وتتفرّغ لِخِدمة البيت..
وللأسف لم تجِد آنذاك ناصِحا لها، يمنعها من تركِ دراستِها..
وكم بكيت عندما تزوّجت، حتّى خُيِّلَ إليّ أنّ العالم انهار..
ويومها أدركت حجم المسؤوليّة الكبيرة التي كانت تحملها على عاتقها..
لأنّي أصبحت الفتاة الوحيدة بين 6 ذكور مطالبهم اليوميّة تستدعي أن تكون لي 10 سواعِد للموازنة بين دراستي وأعمال البيت،
حيث أذكر أنّي كنت سأجتاز امتحانات شهادة البكالوريا
(والحمدلله أظنّني تعلّمت الكثيرَ على أختي..ولكن حاجتي إليها مستمرّة..فلا حدودَ لِعطائِها)
،،،
وبالمناسبة تحضُرني هذه الكلمات التي تُرغِمني على الاعتراف بفضل أختي الغالية،
أختي الكبيرة "فضيلة"
وأفضالُها كثيرةٌ جميلة
متواضِعةٌ، حنونة، مُجتهِدة
أختي الوحيدة..
تزوّجت فصارت عنّي بعيدة
أتذكّرُ طيبةَ قلبِها،
ونفَسُها الذي خلّف أثرا يستحقُّ التمجيدَ
فتحتُ عيناي فوَجدتُني كطِفلةٍ مُدلّلةٍ
وفي وجودِ أفرادِ عالتي،
ترعاني أختي،
وترعى إخوتي
تُحقّقُ حاجتي فتزيدُ سعادتي..
أختي "فضيلة"
صبورةٌ لا تشكو العليلَ..
لا تقبل: قالوا..أو قيلَ..
تجِدُ لِمشاكِلنا الحلولَ
مُتبسِّمةٌ وإن ضاقت بها الحياة،
تؤمنُ بأنّ الصّبرَ بابٌ للنّجاة
كبرتُ ولازلت أحتاجُ قُربَها،
فهي للأفضلِ تُوجِّهُني
لأحدِّثها عمّا يؤرِّقُني..
فوحدها أختي تفهمُني..
لأستنيرَ بنصائِحِها،
وأستعيدَ لحظاتِ نقاءٍ كانت بها تجمَعُني
،،،

رعاك الله أختاه،
وحفِظ أبناءك وزوجك وكلّ المسلمين والمسلمات
ـــــ
شُكرا أخي أحمد، وتيقّن أنّنا إخوة لك
هدانا الله لِما يحبّه ويرضاه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله في أختي قد كفيت ووفيت وأثاب الله أختك الفردوس الأعلى .
شكرا على الخاطرة الرائهة في حق أختك التي تستحق كل خير .
والله نعم الأخوات لي أنتن يا أختي الفاضلة العمر سراب .
أثابك الله الفردوس الأعلى