[quote=الغنام;2819644]لا تنزعج من طول المقال فهو يستحق ان تعطيه خمس دقائق من وقتك ، وانا متأكد سوف يعجبك
ذكر المؤرخون الأندلسيون أمثال ابن بسام في الذخيرة ، والمقري في نفح الطيب ، وابن عذاري في البيان المغرب : أن ( اعتماد الرميكية ) زوجة أمير اشبيلية الشهير ( المعتمد بن عباد) أيام حقبة ملوك الطوائف ، قد رأت ذات يوم باشبيلية نساء البادية يبعن اللبن في القرب وهن رافعات عن سوقهن في الطين ، فقالت لزوجها : اشتهي أن أفعل أنا وجواري مثل هؤلاء النسوة ! فأمر ( المعتمد ) بالعنبر والمسك والكافور وماء الورد بكميات ضخمة ، وصيّرها جميعاً بحيرة كبيرة من طين في حديقة قصره المنيف باشبيلية ، وصنع لها القرب من خيوط الحرير النادر المشغولة بالذهب ، وخرجت هي وجواريها يخضن ويلعبن في بحيرة طين المسك والعنبر والكافور ، فلعبن قليلاً ثم مللن منها وخرجن ، وقد أنفق ( المعتمد ) أموالاً طائلة علي ذلك الموقف حتى لا يدرك شأوه أحد ويكون مثلاً سائراً في الجزيرة كلها .
السلام عليكم ، التبذير صفة مقيتة نهينا عنها و لسنا ممن يشجعونها أبدا أو يغضون الطرف عنها ، و لكن للأمانة يا أخي أنت صورت المعتمد بن عباد هنا بأبشع صورة و من لا يعرف تاريخ الأندلس فسيلعنه بكرة و أصيلا ، المعتمد بن عباد كان شأنه شأن ملوك الطوائف أنذاك بل لقد كان أحسنهم كما يروي المؤرخون و لكنه اشتهر بحادثة الطين لأن الأمر يتعلق بامرأة و إذا تعلق أمر بامرأة فسيسمع به القاصي و الداني ، للمعتمد بن عباد صفحات مشرقة في تاريخ الأندلس رغم هفواته و أخطائه و لعل معركة الزلاقة التي خاضها إلى جانب يوسف بن تاشفين و التي هزم فيها جيش الإسبان شر هزيمة كفيلة بأن تجعلنا نذكره بخير ، أما ما حدث له في أواخر أيامه فأنت تراه عقابا و لكني أراه تطهيرا لذنوبه فلو شاء الله لأخذه بغتة و هو على سرير الملك و يذكر المؤرخون أن المعتمد في أيامه الأخيرة عاد إلى الله ....و ما أشبه قصته بقصة صدام حسين رحمهم الله جميعا
عذرا لأني خرجت عن الموضوع و لكن هناك شخصيات في التاريخ رغم إساءتها أحيانا إلا أنها قدمت للأمة الإسلامية أشياء و أشياء أما اليوم فلا حول و لا قوة إلا بالله