شكرا أستاذنا الفاضل على إثارة هذا الموضوع الحساس.. و شكرا لكل الإخوة المتدخلين ، الذين إرتقوا بمستوى النقاش ..حتى لا نبقى أسلرى الفكر الأحادي المنغلق الذي جنى على أمتنا الويلات ..و هذا تعقيبي عل بعض ما ورد في الموضوع /
التفكير و التعبير ميزتان يتمبز بهما الإنسان عن باقي الكائنات...
تعالوا معي نناقش هذين المعنيين و علاقتهما بالحرية ...
هل يستطيع أحد أن يمنع أحدا من التفكير ؟؟؟ أو أن يضع قانونا يمنع به هذه الحرية ؟؟؟
إنها من سابع المستحيلات ، لأن التفكير وظيفة العقل ، و هو شيئ غير مرئي و لا محسوس ، و غير خاضع للمراقبة ...
إنها نعمة الله الكبرى على الإنسان ، و لهذا لم يجعل لأحد - مهما أوتي من سلطان - أن يستطيع منعها أو قمعها..
قال تعالى : " فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر "
إنها أخطر قضية تتعلق بحياة الإنسان و مصيره ، و مع ذلك فالله - عز وجل - الخالق و الرازق قد و هب هذا الكائن هذه النعمة الكبرى :
" حرية التفكير "
أما حرية التعبير ، فإنه أمر خارجي ، و واضح للعيان ، مسموعا أو مكتوبا أو مرئيا ، و يمكن لأي صاحب سلطان مهما كان أن يمنعه أو يقيده ، أو يبيحه...
أعتقد أن حرية التعبير ينبغي أن تكون شيئا مقدسا غير قابل للنقاش ، و عندما أقول حرية التعبير أعني تلك المرتبطة بحرية التفكير ، أي أن يكون الإنسان حرا في أن يعبر عن فكره الحر ..
و هنا الفارق شاسع بين التعبير عن الفكر ، و التعبير عن خلجات النفوس المريضة الذي هو رديف القذف و السباب و الكذب و الإفتراء ، و غيرها مما ينبغي لكل سلطة أن تمنعه و تردعه ...
إذن حرية التفكير مكفولة لكل إنسان عاقل ،و هي من لوازم نعمة الوجود ...
أما حرية التعبير فهي ضرورية للمجتمع حتى تتفجر طاقاته ، و تنمو خبراته ، و يتحقق التعاون الذي هو مقصد شرعي للناس جميعا..