هنا تقبع ذاتي تتأمل الوجود بعينين مثقلتين ، و فكر يحاول جاهدا البحث عن شيء ما ، و قلب مليء بأنات تصرخ و تصرخ ، تحاول الإنعتاق من قبضة السجن ، سجن التفكير ...
في يوم ما ولدت ، و في غياهب التاريخ دفنت أفكاري و انسكبت كلماتي نقوشا على الجدران ، كلغز مكبوت محير لم يجد لنفسه حلا ، و لا العقول البشرية استطاعت ذلك .
في يوم ما ولدت ، و مع أولى صرخاتي تفجرت ينابيع ذاتي ،
الذات البشرية بكل ما تحمله هاته الكلمة من معان ظاهرة و خفية ،
و مع الصرخة ولدت البسمة ، و مع الحزن ولد الفرح ، و مع السواد ولد البياض ، و مع الكره ولد الحب .
و أنا و نفسي تائهتين وسط كل هاته المتناقضات تتضاربنا أمواج البحر ،
و تبعثرنا السنوات القمرية ، و يقتلنا الإنتظار ... و نظل نمشي و نمشي و الوجود تتعالى ضحكاته لتصل عنان السماء ، لتخترق أسماعنا علها تصل إلى دهاليز أرواحنا ،
علها تحرق فينا الصمت و الألم ، و تزف إلينا بشرى الفرح .