المقامات السلطانية...المقامة القسنطينية

[سفيان حسن]

حدثنا توفيق اليري قال
دخلنا انا وشيخي جلال الدين البوسي قسنطينة ،فملنا الى وسط المدينة ، لننعم البصر بما يدهش النظرـ من جسور ودور وقصور ، و اشد ما اخد اللب وسبى القلب، اثار الاتراك اهل العمران والايمان، من شدو وصدو عن قسنطينة طوال سنين وسنين، فكانت بحق قلعة الصمود ومرتع الجلمود، فلا نال منها الكفار مراد الى بما كان من معاهدة التافنة بكف الجهاد، فمال الكفار الى قلعة الشرق وصبو نيران الغضب وجرى منهم العجب ،من حقد ضل ويضل عبر التاريخ ملحمة لللاجيال القادمة ، لا يقدر االانسان ان يكتب عن سرتا بدون الكلام عن التاريخ، حين راى شيخي جلال الدين ما راى اعجبته المناظر وسبته الحواضر فجال وصال وانا معه من جنان الزيتون الى الدقسي الى سيدي راشد، ثم قنطرة الحبال اسطورة الجمال وشقيقة الخيال، فقال لي شيخنا جلال هده والله اخت التاريخ وباكورة الشماريخ ، ولم نتعب من التجوال قدر االامكان من مكان الى مكان ، واكلنا اطيب ما جادت به ايدي اهل قسنطينة من الجوزية الى المقروط والبقلاوة ،وغيرها فادركنا الليل فقفلنا راجعين غانمين سالمين من رحلة الشرق الماتعة في انحائها الشاسعة فقال شيخنا جلال الدين
لله ردك يا شرق البلاد..........جبال وبحار وظلال ووهاد
فيك تعالت صيحة المنادي........حي على الفدى حي على الجهاد


................رابطة عشاق القلم.............عضو3