خاطرة
أيا صباحها
أيا صباحها، غردت عصافيرك و أنت ترحل لتعود اليها ، تهجرني معك همسات الليل الحالم،
و رقراق الشجون ، و دفء الأمل المرهون..تختلس أناملي منك ذكرى الأنس و الوعود التي
يغتالها فجرك..يداهمني الشوق عند رحيلها ، ليرتوي من نبع الأمل ، و بعبراتي أسقي أشواك
الورد الزاهي التي جرحت اليقين ، ..ينزف قلمي قطرات ما تبقى من ندى الآهات ، لتعيش
ذاتي بعدها ذلك الفراغ الرهيب ..يخترق أنيني آفاق الظن على ايقاع لحن يعزفه الوجدان ،
بحثا عن صباح ورد دون شوك ، يحتضن الأمل و يروي ضمأ الهيام بها، و يسكن ألم الكلمات .
يا صباحها مهلا ......بالرفق تنفس في صدري حتى لا تخنقني الحروف و تجهض العبرات
العبارات..توقف أيها الزمن حتى تهجع الأمنيات ، لقد أطعمتها يخضورا و رحيقا من الظنون
التي صنعت بها أسطورة تضاهي أنشودة الخلود..و تبعث في النفس حب الحياة...
حينها لك أن تشد الرحال و تنشد جهرة أغنية الأفول..
مختار سعيدي