![]() |
|
قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
قراءة في نهضتي مصر واليابان في القرن التاسع عشر
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]()
آلياتالإصلاح: ومن الجدير بالذكر أن الإمبراطور مايجي اتخذ قراراتعدة لتحقيق تلك المبادئ ، أبرزها إلغاء بعض الأنظمة القديمة التي كانت تعيق تحقيقالوحدة والمساواة بين أبناء الشعب الياباني، منها: نظام الساموراي، ونظام الانقسامالعائلي، ونظام الطبقات المنبوذة، وقد أقر في المقابل عددا من القوانين والقراراتالتي تدفع اليابان باتجاه التحديث والمحافظة على خصوصية اليابان وتقاليده العنيدة،كذلك اتخذ الإمبراطور خطوات عملية في إنشاء الجيش وتدريبه، وفي الإصلاح الزراعي،وفي إصلاح التعليم، وإرسال البعثات التعليمية إلى كل دول أوروبا وأميركا وجلبالخبراء لمختلف الوزارات ... إلخمآلات النهضتين: تلك كانت البدايات لما يسميه الدارسون النهضتين: المصرية واليابانية، فماذا كانت النهايات؟ واضح أن النهاية كانت سعيدة في نهضة وهيالنهضة اليابانية، وكانت حزينة وفاشلة في نهضة وهي النهضة المصرية، إذ أصبحتاليابان دولة صناعية متقدمة طوال القرن العشرين، ولعبت طرفا أساسياً في الحربينالعالميتين الأولى والثانية، ومع إنها تدمرت في الحرب العالمية الثانية بشكل كامل،وبخاصة عندما جربت أميركا السلاح الذري للمرة الأولى في مواجهة اليابان، وأسقطتقنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي، ومع ذلك وبعد انتهاء الحرب العالميةالثانية استطاعت اليابان أن تعود إلى لملمة جراحاتها وبناء نفسها، فاستطاعت فينهاية القرن العشرين أن تصبح من أكثر الدول تقدماً في الابتكارات التكنولوجية،والأمور العلمية، وأن تصبح ذات اقتصاد قوي راسخ وذات مجتمع حيوي فعال ... إلخ كيف جرت الأمور على الطرف الآخر وهي النهضة المصرية؟كيف كانت النهاية؟ لقد كانت النهاية حزينة كما قلنا، فقد استطاع محمد علي باشا أنيبني دولة ذات جيش قوي واقتصاد قوي وإدارة حديثة ومنظمة ... إلخ ولعب محمد علي باشا دوراً سياسيا بارزاً في المنطقة، سواء مع الخلافة العثمانية أم ضدها، لكن مصر انتهت إلى أن ارتهن اقتصادها للدولالغربية وشركاتها في النصف الثاني للقرن التاسع عشر، مما ترك المجال لأوسع التدخلاتفي الشؤون المصرية، وغياب الاستقلال الاقتصادي، ثم غياب الاستقلال السياسي، وأدىذلك إلى استعمار مصر في عام 1882م من قبل الإنجليز، وقد استمر هذا الاستعمار يديرشؤون مصر السياسية والاقتصادية، ويوجه شؤونها التعليمية والإدارية بشكل مباشر وغيرمباشر إلى حين توقيع اتفاقية الجلاء في عام 1954، وهي تعاني الآن ضعفا في الاقتصاد،واضطراباً في السياسة بالمقارنة مع اليابان.. وهنا يأتي التساؤل: لماذا حدثت نهضة فياليابان وتعثرت في مصر؟ لماذا كانت النتيجتان مختلفتين؟ وهناك سؤال آخر: كيف تقومالنهضة وتتولد؟ . تقوم النهضة وتتولد بعمليتين مترافقتين هما: إجراءات عملية ورؤيةفكرية، بمقدار ما تكون الرؤية الفكرية معمقة في توصيف الحاضر وتشريح الماضيواستشراف المستقبل بمقدار ما تكون النهضة ناجحة وذات أثر مستمر، وهذا ما حدث فيأوروبا التي ترافقت نهضتها مع عصر الأنوار الذي قوم الأزمة القائمة بين أقوال رجالالكنيسة وأقوال رجال العلم، كما اتضح له الخطأ في توجهات الرهبنة القائمة آنذاكوالتي تنبذ الدنيا نهائياً، والخطأ في موقف الكنيسة من المرأة واحتقارها، كما تبينله خطأ العلاقة بين الحاكم والمحكوم والتي تقوم على الاستبداد ... إلخ .. كل ذلك دفعأوروبا إلى نهضة تقوم على العقلانية واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية... إلخ،وكذلك قامت نهضة في اليابان لأنه كانت هناك رؤية للواقع القائم: تقبل بعضه وترفضالآخر، وقد ذكرنا جانباً من هذه الرؤية التي طرحها الإمبراطور «مايجي» في مبادئالإصلاح، وفي الموقف من الطبقات والسلطات والتكنولوجيا الغربية وعوامل الوحدة فيالشعب الياباني ... الخ، وقد غابت النهضة عن تجربة محمد علي باشا بسبب غياب الرؤيةالفكرية عنده، فلم يكن له أي موقف فكري من الواقع، مع أنه كان مليئاً بالإيجابياتوالسلبيات التي تحتاج إلى المعالجة على مستويين: الأخذ بالإيجابيات ومعالجةالسلبيات، وقد أدى انعدام الرؤية الفكرية عنده إلى انزلاق تجربته إلى التغريب عندحفيده الخديوي إسماعيل الذي اعتبر مصر قطعة من أوروبا، وأخذ بكل مظاهر التغريب،وأدى هذا التوجه إلى إضعاف مصر وخسارة الاستقلال السياسي عندما احتلها الإنجليزيعام 1882 . والسؤال الآن: بماذا نفسرإذن كل هذه الإصلاحاتالتي قام بها محمد علي في مصر في المجالات العسكرية والعلمية والتربوية والزراعيةوالصناعية؟ إن التعليل بسيط وسهل، فقد كان محمد علي باشا قائداً ذا تطلعات شخصيةيريد أن يبني له ولأسرته من بعده دولة خاصة، وقد كان له سابقون في مصر وجوارها منمثل: علي بك الكبير، والجزار في عكا ... إلخ، لذلك بنى مصر عسكرياً واقتصادياًوزراعيا وصناعيا من أجل أن يحقق طموحاته الفردية، وقد استفاد من ميزان القوىالعالمي آنذاك من أجل الوصول إلى تحقيق ذلك، فعاونته فرنسا فترة من الزمن، وساعدتهعلى بناء جيشه ومصانعه الحربية، واستفادت من ذلك، لكنها توقفت عند حد معين لأنميزان القوى الدولية لم يعد يسمح لها بذلك، فاضطرت إلى التخلي عنه في مرحلة تالية. المصدر : مجلة الوعي الإسلامي ـ العدد : 513
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التاسع, القرن, واليابان, نهضتي, قراءة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc