لا أريد أن أكون امرأة متحضرة

[** مريم **]

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ....


كرهت المدينة و التمدّن !!

كرهت كلمات الحضارة و التحضّر !!

كرهت ان اكون امرأه حضارية ، متمدّنة .. حيث يعني التحضّر الرقي و التألق و الكمال ... وخاصة حيث يعني التحضّر تفوّق مرأة المدينة على امرأة ريفية !!

كرهت أن اكون امرأة عاصمية !!

ماهذه الكلمات ، ما هذا التفضيل ؟ ما هذه الزخرفة ؟ ما هذه الأكاذيب ؟

لا أريد أن أكون امرأة متحضرة حسب زعمكم !!

أريد أن أكون امرأة ريفية ، امرأة طبيعية ..
أريد أن أبقى إنسانا !! امرأة !! لا رمزا للمرأة المثالية !! الحضارية !!

دعونا من هذه الأكاذيب !!

دعوني أعيش ، فأنا من الطبيعة و الطبيعة مني !!

حجبتم عني الطبيعة ببناءات المدينة العالية و أسوارها !!

وسجنتمونا بقوانينكم ونظمكم !!

و حكمتم علي حياتنا و وقّعتم عليها في أوراقكم و وثائقكم البالية !!

دعونا من اكاذيبكم !!

لا أريد أن أكون امرأة حضارية !! منعتم عني حتى حق الإختيار !!

أفضّل أن أسكن كوخا أذوق فيه البرد يوما و دفء السعادة أياما !!
على ان اسكن قصرا تسوده شروطكم و حيطانه قيودكم


أفضّل أن أمشي حافية يوما !! و ألبس و أفترش صنع يدي أياما !!
علي ان البس لباس الذل ، و اكتسي بكساء حضاري حسب زعمكم


أريد أن أعيش !! ألا تفهموني ؟ بلا قيود ، بلا نظام زائف !!

لو اشتكت الطبيعة لقالت الكثير و لذرفت دموعا و لسخّرت كل ما فيها تعبيرا عن تغييركم لخلق الله !!

لو تشتكي الطبيعة ، لكانت الزلازل و العواصف و الغضب !!

ولو اشتكيت انا !! فكيف سيكون الغضب ؟ !! ؟