دعا لخلق مركز قيادة وتنسيق جهود دول الساحل ضد الإرهاب
مدير مخابرات مالي يحذر من مشاريع أمريكا الأمنية في المنطقة
دعا وزير الدفاع ومدير المخابرات الأسبق في مالي، سوماليو بوباي مايغا، إلى خلق مركز قيادة إقليمي، مستقل عن برامج القوى الغربية، ينسق جهود دول المنطقة في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الإفريقي.
وقال بوباي مايغا، في تصريحات نقلت عنه أمس في باريس، إنه لم يعد بإمكان تلك الدول التي تواجه تهديدات أمنية مباشرة أن تحقق الاستقرار فيها ''إلا إذا وحّدت جهودها وتوقفت عن التحرك كل على حدى، لأنه السبيل الوحيد لمحاصرة الجريمة العابرة للحدود''، مضيفا ''أعتقد أن التنظيم الأمني التقليدي لم يعد مجديا، لهذا نحن في حاجة إلى هيئة موحدة يمكنها أن تتحرك في الوقت المطلوب وتوفر الوسائل البشرية والمادية اللازمة للتدخل عند الحالات الطارئة''، وحث بالمقابل الدول الإفريقية على التعاطي بحذر مع المشاريع العسكرية والأمنية المشتركة التي تطرحها أمريكا وأوروبا لأنها ''تجعل الدول الإفريقية تواجه خطر فقدان سيادتها''. وقال عن ذلك ''المشكل الأمني في منطقة الساحل هو أساسا مشكلة إفريقية، سيكون من الخطأ الاعتماد كلية على المقاربات الأمنية لشركائنا الغربيين'' معطيا مثالا بمشروع ''بان ـ ساحل'' الأمريكي لمساعدة دول المنطقة في حربها على الإرهاب، الذي قال عنه وزير الدفاع المالي الأسبق، إن المساعدات الأمريكية لن يكون لها أثر ''إلا إذا كانت تستجيب لمطالب إفريقية مجتمعة وشاملة'' مشيرا إلى ''مواقف أحيانا متناقضة داخل دول المنطقة حيال هذه المشاريع''.
وفي سياق متصل حذر رئيس وزراء الموريتاني السابق، محمد أصغير ولد مبارك، من أن بلاده تواجه تهديدات بالغة من تنظيم القاعدة، وأنها مدعوة سريعا لاتخاذ إجراءات أمنية على الحدود لمنع تسلل عناصر ''القاعدة'' التي زاد نشاطها من خلال تنفيذ عمليات اختطاف ضد السياح الأجانب على منطقة الحدود مع مالي. تطابقت هذه التحذيرات مع التحول الذي يشير الكثيرون إلى أنه أصبح يميز عمليات القاعدة الأخيرة، حيث بدلا من تجنيد عناصرها لتنفيذ عمليات الاختطاف، أصبحت تعتمد على أشخاص و عصابات محلية، تعمل بالأساس في تهريب السجائر والأسلحة والمخدرات، لاختطاف الأجانب ثم يسلموهم لها فيما بعد. ومن ذلك ما نقل عن الشخص الذي اعتقله الأمن المورياتني للاشتباه في علاقته بخطف الرهينة الإيطالي وزوجته قبل أيام، حيث قال إنه تعقب الرهينتين المحتملتين مقابل وعد بحصوله على 10 مليون فرنك افريقي (حوالي 22 ألف دولار) بعد انتهاء العملية.