البحار ..!
وبينما هو يرقب السواري الشامخة والأشرعة المفتوحة وهي تعانق الرياح يمخر بسفينته عباب الأمواج ويحلق بأحلامه مع الأطيار يرى العالم من حوله ...صغيرا .. صغيرا.. الى الدرجة التي تضيق بها الروح عن الجسد ويتوقف فيها الزمان على محطة التأملات .. فجأة .. يشرق على عينيه نور ساطع من مكان مجهول .. مكان من تلك الاماكن المهجورة في فؤاده .. فتمتلئ نفسه أشواقا وتفيض منه العبرات.
ترى !! مالهذا الفؤاد العجيب لا يهدأ؟! ماله وقد اظناه الوجد وتاهت بعقله الامنيات ياله من فؤاد بائس غيرته الايام وعملت في صفحته معاول الياس فهو كثير الشكوى شديد البكاء .. ماا له ولا تكاد تراه الا منطويا على احزانه وحيدا فريدا غريبا يستوحش من الناس ويهيم على وجهه في القفار ... مرة اخرى .. تأخذنا الأحلام في رحلة فلسفية تختزل فيها المشاعر والاحاسيس وتعجز فيها الكلمات عن الوصف ليبقى السؤال معلقا .... وما من مجيب ....
ودعي الريح تمضي في رباها............ للسهر
ما رأيت الريح يوما للدموع ........... والخطر
انما الريح وداع للطيور .............. والقمر
تكسر الأحلام فيها كجذوع .......... من شجر
فاسألي الربان عنها والسواري ......... والسمر
واسألي عنها شراعي و يقيني .... ..... في السفر
ودّعيني وابعثي الأشواق تترى ...... .. كالمطر
ودّعيني ودعيني وتلاشي ..... ...... في الهجر