لقد كان العقل منذ الازل ميزان الرجولة وعنوان السيادة الاصلية الاصيلة به يكبر الصغير ويستغني الفقير ويستوجب من الناس الاجلال والتوقير وبدونه ينحط الشامخ ويمضي في عداد الموتى وان كان يتردد بين المحافل والدور
غير اننا وفي وقتنا الحالي وبعدما كان العقل يتصف بكل تلك الصفاة اصبح يعاني بعضا من الشذوذ فقط كثر الذين اوتوا عقولا ولكنها لا تعي ووهبوا قلوبا ولكنها لاتلين لموعضة وقامت بين جوانحهم افئدة ولكنها مغلقة باهواء حاجبة مغلولة عن الادراك باغلال من الران الذي تتركه التراكمات والشوائب على القلوب
استوقفني هنا راي احدهم عن رؤيته لاخوانه العقلاء الذين استمعوا لصوت الحكمة فيهم فقال مستنكرا ذلك انه صمت عن حق وان الحق لا بد ان يقال متناسيا شيئا يسمى المصلحة العامة اقوى وارجح من المصلحة الخاصة
كما عجبت لقول اخر يريد الاتحاد مع اخوانه تحت راية الفوضى ونشر الفتن متخفيا وراء ستار رد الاعتبار والانتقام
وكم هو مريع بلوغ من كانوا عقلاء في زمن مضى لاعلى المراتب متناسين بذلك عقلهم فاتحين الباب على مصراعيه للافكار المتطرفة والشاذة بحجة انها لغة العصر وضرورة تشجيع الديمقراطية من جهة ومن جهة اخرى يضطهدون المضاهرات الشعبية والمطالبة بالحقوق العلنية متعذرين باننا في حالة طواريئ تمنعنا من القيام بذلك بينما يقول احدهم ان حالة الطوارئ تلك قد انتهت بوجود ما يسمى بالمصالحة والوئام
فما رايكم اخواني الكرام هل فقد العقل عقلانيته في وقتنا ام ماذا
وهل من احد يفهمني معنى التناقضات المتراكمة في ذهني هذه