الغزل النايلي

[شهاب17]

منطقتنا لم تخل من الغزل .والغزل وإن كان الاكثار منه غير محمود فإن تحلية الكلام به غير ممنوعة إذا لم تمس بعواطف الناس وأعراضهم قال العلماء أن الكذب الممنوع في الشعر ماكان مضرا بأمر ديني .لا الكذب الذي أتي به لتحسين الشعر فقط .فإنه مأذون فيه.وإن استغرق الحد وتجاوز المعتاد ومن ذلك الغزل ألاترى قصيدة كعب بن زهير رضي الله عنه فإنه تغزل فيها بسعاد وأتى من الإغراقات والاستعارات والتشبيهات بكل بديع لاسيما تشبيه الرضاب بالشراب في قوله:
تجلو عوارض ذا ظلم إذا ابتسمت *******كأنهامنهل بالراح معلول
ومع كان النبي صلى اللع عليه وسلم يسمعه ولم بنكر عليه .لا بل صارت هذه القصيدة أحسن الوسائل الى الشفاعة وأوثق الذرائع إلى الإغماض عن الشناعة .

قلت ومن كلام شعرائنا في التغزل الكثير وحتى مشايخنا لم يخل شعرهم ونظمهم من الغزل البرئكما سبق أن ذكرت وهاهو شيخ مشياخنا سيدي محمد بن عبد الرحمن الديسي يقول من قصيدته ( كتاب تحقيق المتكامل):

سألت عن الأحور الأشنب-----------فقال غزال من العرب
فقلت أمالك من حــارس-------------فقال حراسي كل أبي
فخالي ذا اسودفـــاتك-------------وطرفي أحد من القضب
وذا حاجب حاجب يتقي-------------ألست ترى قوسه يا غبي
فقلت صف لي معاني البها-------فقالت نعم يا أخا اللعب
فقلت وما القد قالن فنا----------- ولكن يميس لدى الطرب
فقلت وماالفرع قالت دجا----------أشد اسودادا من الغيهب
فقلت وماالعين قالت مها----------تسوق المحبين للعطب

فقلت وذا كفل متعب--------------فقالت يحن إلى التعب
فقلت ولم قد كويت الفؤاد-------فقالت تعرض للهب
فقلت أجيزي على أدبي---------فقالت أزورك للأدب


أحمد خليل