في ساحةِ الميدانِ، و بين أرجل الخيل ، مع اصطكاكِ سيوف الكلمة ...
تتعالى أصواتٌ ملّ الناسُ سماعها ...
وقفتُ شاردَ الذهنِ..
أرنو إلى وجوهٍ لا اعرفهــا ..
وجوهٌ تصنّعتِ التجميل و التّسترِ وراء أمرٍ أجهلُه ...
وكأنني في هذا الميدان وحيـــدٌ...
أركن إلى زاويـــةٍ من زوايـــا شقوق روحي ، أفكـــر في إتخـــاذ قرارٍ أكيدٍ ... تـُراني أدنو منه خطوة.. وأتراجع خطوات ..
فقد كرهتُ الخوض في مغامراتٍ لا تعنيني ...
يكفيــني آلامــاً...يكفيــني جراحـــاً، يكفيــني بكــــاأً وصيـــاحاً
لم أعـــد أعرف للحب معنى...
أ هو السعادة؟ ...
أهو الشقــاء؟...
أهو الوصــل؟... أم الجفـــاء؟...
إبقوا أماكنكم...
بل تراجعوا إلى الوراء... فالقلبُ لا يحتمل المزيـــد من العنـــاء
سأسيــــر وحيداً...الى أرضٍ لا اعرفُها ، و بقعةٍ قد لا آلفُها.
آهٍ!..
تغشاني سحـــابة أدمعي... تملأ مقــلتيّ، ثم تهــــز أحــداقي هــــزاً...
تحاولُ العبــورَ من بين أهــدابي، وتأبى الأهداب إطلاق سراحهـا ، لأن الرجالَ في الميدان يأبون البكاء .
حتــــــى تحجـّـرت .. وتحوّلت تلك إلى غمامةٍ سوداء حجبت عن عينيّ النـــظــر.
ما تلك الحيــرة التي بها وضعتُ نفسي ؟..
أحــاول التراجع بخطواتي فــــأزداد تمســـكــاً أكثر ....
لِمَ ألجمـــتُ لســـاني عن كلمةٍ وددتُ قولها؟.. و تسمّرتْ أرجلي عن خطوة كنتُ أخطوها؟..
لمَ أحـــاول تزييف حقيقـــة نفسي ؟..
لماذا اهرب من قلبٍ محبّ ، ملكتُهُ هي؟
و أخيراً..
فها هو قرارالآخر .... وليس قراري
إما أن أُقبَل وقلـــبي .
أو أتركَ هذا الميدان وسأرحل... حتى لا اسقط في ساحة الوغى ..
تـُرى ..
هل هي بداية النهاية ؟..
عند ذلك يصبح لكل حادثٍ حديث ..