السلام عليكم ثانية -بالطبع ليست تلك التي هي جزء من الدقيقة بل التي بعد الأولى- ...........هههه
الزمان .... العاشرة ليلا تقريبا
المكان ....ساحة الكيتاني بباب الواد
المناسبة ....رحلتي رفقة مجموعة من الأنصار الى القاهرة
وأخيرا جاءت الحافلة التي ستقلنا الى حيث سنحقق حلما طال انتظاره منذ عام 1986 تاريخ آخر مشاركة
جزائرية في المونديال بالمكسيك........لحظات قبل الانطلاق جاءنا مراسل ومصور جريدةالهداف الرياضية
بعدما سمع بخبر سفرنا وقام بعمل روبرتاج معنا تخللته الكثير من الصور التي جمعت الأنصار المتوجهين
الى القاهرة - وبالفعل يمكنكم الرجوع الى جريدة الهداف وستجدون الروربرتاج رفقة الصور -لأنني اطلعت عليه
فيما بعد في الأنترنت..........وكان من سبيل الدعابة أن اتصلت بأخي الذي يصغرني طالبا منه شراء جريدة
الهداف للأيام التي تسبق المباراة لأن-أخوك سيكون فيها -.......هههه
المهم بعد هذا الروبرتاج تحركت بنا الحافلة متوجهة نحو مدينة سطيف حيث من المفروض أن نقل مجموعة
من الأنصار كانت في انتظارنا وبعد ساعات وصلنا الى عين الفوارة حيث صعد من كنا في انتظارهم
ومن غرائب من كانوا معي شيخ أظنه قد تجاوز ال60 من العمر والأكثر غرابة ان هناك معنا زوجا رفقة زرجته
وأظنهما كانا من مدينة أخونا صالح - قسنطينة بالطبع -
وواصلنا رحلة التحدي حيث كانت حافلتنا تشق عباب السماء حاملة معها آمال شعب بأكمله شعب بأمس الحاجة
الى فرحة غابت عنه لسنوات طوال ....سنوات عجاف كان عنوانها الدم والنار .....الآن وقد جاءت الفرصة
وأي فرصة ...........فرصة إسعاد هذا الشعب الذي ضحى بالكثير والذي أذرف دموعا كثيرة فما أظن
محاربينا سيضيعون هاته الفرصة التي أمامهم......
الآن نحن بمدينة عين مليلة توقفنا هناك لننتظر حافلة أخرى قادمة من مدينة بسكرة وبالفعل بعد مدة وصلت
هاته الحافلة لتكملة الطريق سويا....وكنا نتنافس نحن -حافلة العاصمة وحافلة بسكرة على أيهم أكثر حماسا
وأهازيجا وكنا حيثما مررنا بمدينة إلا وتوقفنا فيها مرددين لشعار 1..2..3 فيفا لالجيري وترى جموع المواطنين
يتقدمون نحونا يشاركوننا هاته الأهازيج وداعين لنا الله بالتوفيق والنصر....
كان الوقت يمر لكننا لم نكن لنشعر به حيث كانت الدعابات والأغاني الوطنية تهز الحافلة وتبعث فينا
روحا مفعمة بالمشاعر الوطنية التي كنت أحسبها قد ذهبت من غير عودة.....
الآن نحن في آخر نقطة في الجزائر وهي مدينة تبسة نزلنا هناك وتناولنا وجبة الغذاء وكان ان توقفت
الحافلتان امام مؤسسة تربوية فخرج كل طاقمها من أساتذة ومعلمين واداريين لتحيتنا والإنشاد معنا
الكل كان ينشد ويغني بلسان واحد -عدا أنا بالطبع ههههه -وهذا اللسان أظنكم عرفتم لونه....
أكملنا تناول الغذاء وتوجهنا صوبا نحو النقطة الحدودية الأخيرة في الجزائر وأتممنا اجراءات الخروج
من الجزائر ثم انتقلنا الى النقطة الثانية وهي داخل التراب التونسي واستقبلنا الأخوة التونسيون
بكل ترحاب متمنيين لنا الفوز والانتصار وهذه حقيقة وليست مجاملة منهم لأنني أعرف مشاعر التوانسة
وحبهم الكبير للجزائريين وقد شهدت هذا قبل الآن.....
المهم قطعنا مسافة تقارب ال 700 كم داخل التراب التونسي كان لنا أن توقفنا في إحدى المدن الصغيرة
ونزلنا هناك للآستراحة وبدأ الانصار الجزائريين في الغناء والأهازيج كالعادة واستغرب الاخوة
التونسيين من هذا الجو الذي لم يألفوه من قبل واندمجوا معنا وبدأ الجزائريين في اشعال الفيميجان الذي
حول هدوء تلك المدينة وخرج كل من كان في المقاهي وبدأوا يرددون معنا 1..2..3 فيفا لالجيري
حتى الأمن التونسي عندما جاء ووجد الجماهير الجزائرية تغلق الطريق لم يتدخل - خصوصا ان الشرطي
في تونس - له قيمة معتبرة ومحال ان ترى في تونس مظاهر مثل التي أحدثها الجزائريون هناك....
المهم واصلنا مسيرتنا نحو الحدود التونسية الليبية التي وصلناها فجرا تقريبا ولسوء حظنا ان
اعدادا كبيرة من المسافرين سواء الليبيين او التونسيين كانت في النقطة الحدودية مما أخر اجراءات
خروجنا من تونس ودخولنا ليبيا ......ولكن كلش يهون في خاطر الخضرة كان هذا هو الحديث
الذي كنا نسره في أنفسنا....
وأخيرا تمت العملية ومن مزايا هذا التأخير أننا قد صلينا الفجر سويا في مركز العبور هذا وقد
اندهش عناصر الجمارك من هاته الكائنات البشرية -صلاة جماعية بلباس موحد وغناء وأناشيد
كل التناقضات كانت موجودة وهذه ربما ميزة لا توجد إلا في الجزائري تجده يشرب الدخان
ويغني وقد يشتم لكن اثناء وقت الصلاة تجده انسانا آخر ...........
نحن الآن نطأ ارض ليبيا أرض معمر القذافي الرئيس الخالد في كرسيه والذي استلم الحكم عام 1969
بعد انقلاب على الملك السنوسي وحسب معلوماتي القصيرة ان هذا الملك كانت أصوله جزائرية
وحتى لا أدخلكم في متاهة التاريخ فإنه كان من الواجب علينا قطع مسافة تناهز ال 1800 كم
وهي مسافة طويلة جدا وتمثل مشقة ما بعدها مشقة.....وبدأنا السير قدما وقد جال في خاطري
الكثير من الأحداث التي كانت ليبيا مسرحا لها ولعل أهمها الهجوم الأمريكي على طرابلس أظن في
86 او 85 وحادثة لوكربي والكتاب الأخضر واللجان الشعبية حيث لا توجد في ليبيا وزارات مثل
باقي دول العالم بل تسيرها لجان شعبية.......هذه كلها احداث مرت على مخيلتي وانا داخل الجماهيرية
كما لفت انتباهي ان البحر ملتصق تماما بالصحراء لأن ليبيا دولة تقريبا كلها صحراوية......
ولعل أهم عبارة رسخت في ذهني هي تلك التي خاطبنا بها عناصر الجمارك الليبيبة وهي أنكم
اذا جئتم بالتأهل فسنقيم لكم الأفراح والليالي الملاح أما اذا فقدتم التأشيرة فقد نصحونا - من باب المزاح -
بعدم المجيء عن طريق ليبيا لأنهم سيمنعوننا من ذلك..............ههه
***وللحديث بقية في الحلقة الثالثة التي ستشهد دخولنا الى بلاد النيل***