أبو الحسن الأشعري ورجوعه لاعتقاد السلف - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أبو الحسن الأشعري ورجوعه لاعتقاد السلف

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-02-29, 10:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
boualem_gh
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي أبو الحسن الأشعري ورجوعه لاعتقاد السلف

[align=center]أبو الحسن الأشعري ورجوعه لاعتقاد السلف[/align]



بقلم : فضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله

تقريظ من الشيخ الجليل عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

نائب رئيس الجامعة الإسلامية


بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه .

أما بعد :

فقد اطلعت على هذه الرسالة القّيمة ، التي جمعها أخونا وصاحبنا الشيخ العلامة حماد بن محمد الأنصاري ، المدرس في كلية الشريعة في الرياض ، في بيان شيءٍ من ترجمة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ، وبيان رجوعه عن مذهب المعتزلة ، واعتناقه مذهب أهل السنة في إثبات ما ورد في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة من أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، على الوجه الذي يليق بالله سبحانه ، من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ ومن غير تكييفٍ ولا تمثيلٍ ، كما صرح بذلك علماء الحديث ودرج عليه سلف الأمة والصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسانٍ ، وهذا هو الذي صرح به أبو الحسن في كتبه المشهورة كالمقالات والموجز والإبانة .

ولقد أجاد أخونا الشيخ حماد في هذه الرسالة وأفاد ، وأبرز فيها من النقول المفيدة عن أئمة الإسلام والعلماء الأعلام ما يكشف الشبهة ويزيل اللبس ويرشد إلى الحق ، ويوضح حقيقة مذهب أبي الحسن الذي استقر عليه وناضل دونه ، ورد على من خالفه ، وأبان حقيقة مذهب المعتزلة وشنع عليهم ، وأوضح لأهل الإسلام بطلان ما عليه المعتزلة وتهافت أصولهم وانهيار قواعدهم ، فجزاه الله عما صنع خيرًا وبارك في مساعيه ونفع المسلمين بجهوده ، إنه على كل شيءٍ قديرٌ ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه .


تقريظ فضيلة الشيخ الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري رحمه الله


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد :

فإن مما لا يحفى على من وفق في العقيدة ، أن طريقة السلف الصالح فيها التمسك بنصوص الكتاب والسنة وعدم معارضتها بما سواها .

وقد كان أبو الحسن الأشعري الذي تنتسب إليه الأشعرية ممن اهتدى بفضل الله إلى هذا ، بعد ما تلقى دروس الاعتزال عن زوج أمه شيخ الاعتزال محمد بن عبد الوهاب أبي علي الجبائي ، فتاب وتمسك بالنصوص ، فأثبت لله ما أثبته دون تعطيلٍ ولا تأويلٍ ولا تكييفٍ ولا تمثيلٍ ، وصنف في بيان ذلك كتابه " الإبانة عن أصول الديانة " ، وإن كان أكثر المنتسبين إليه في الأعصر المتأخرة جهل ذلك أو تجاهله ، فصار يعارض عقيدة السلف الصالح بأشياء يزعم أنها عقيدة الأشعري وهو في الحقيقة براءٌ منها ، و يزعم البعض منهم أن كتاب الإبانة مدسوسٌ على الأشعري ، فصار ذلك كله خطرًا عظيمًا على العقيدة ، وجنايةً كبرى على ذلك الإمام الأشعري ، الذي وفق للرجوع إلى الحق وفضح المعتزلة وأتباعهم في مصنفاته .

وقد تنبه لهذا كله البحّاثة المدقق الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المدرس بكلية الشريعة بالرياض ، فتتبع مصنفات أئمة العلم من مختلف الطبقات ، فاستخرج لنا منها هذه النبذة القيمة ، التي تحمل في طياتها تصريحات الأشعري نفسه بتوبته من كل ما يعتبر مصادمةً لنصوص الصفات وغيرها ، واعتقاده العقيدة التي يعتقدها السلف الصالح التي ضمنها " الإبانة " .

كما تحمل إلى الأشعرية نقول أجلة العلماء من المتكلمين والمحدثين والفقهاء والمؤرخين ، التي تصرح برجوع الإمام الأشعري إلى معتقد السلف الصالح ، وأن كتاب الإبانة تصنيف الأشعري ، فبهذا أدى مؤلف هذه النبذة وأحب العقيدة من ناحية وأحب الدفاع عن الأشعري وكتابه الإبانة من ناحية ، بحيث لم يدع للشك مجالاً في جميع ذلك ، فجزاه الله خير الجزاء ، ونفع بهذا المؤلف القيم ، إنه سميعٌ قريبٌ مجيبٌ .



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .

وبعد :

لما كان أكثر الناس في الأقطار الإسلامية ينتسب عقيدةً إلى أبي الحسن الأشعري ، ومع ذلك لا يعرف شيئًا عن أبي الحسن الشعري ، ولا عن عقيدته التي استقر عليها أمره أخيرًا ، واستحق بها أن يكون من الأئمة المقتدى بهم ، أحببنا أن نفيد أولئك عن حقائق هذا الإمام المجهول عند كثيرٍ ممن ينتسب إليه وينتحل عقيدته حسب ما تتبعنا من المراجع المعتبرة .

وقبل كل شيءٍ أتحف القارئ بنبذةٍ قليلةٍ من ترجمة الأشعري ، فأقول وبالله أستعين :

التعريف بالإمام :

أما أبو الحسن الأشعري فهو عليّ بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري .

ولد سنة ستين ومائتين من الهجرة النبوية ، ترجمه أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي في كتابه " تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري" و " الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " و" ابن خلكان في "وفيات الأعيان " والذهبي في " تاريخ الإسلام " وابن كثير في " البداية والنهاية " و"طبقات الشافعية " والتاج السبكي في " طبقات الشافعية الكبرى " وابن فرحون المالكي في " الديباج المذهب في أعيان أهل المذهب " و " مرتضي الزبيدي في اتحاد السادة المتقين بشرح أسرار إ حياء علوم الدين " وابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب في أعيان من ذهب " وغيرهم .

دخل هذا الإمام بغداد ، وأخذ الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي أحد أئمة الحديث والفقه ، وعن أبي خليفة الجمحي وسهل بن سرح ومحمد بن يعقوب المقريء وعبد الرحمن بن خلف البصريين ، وروى عنهم كثيرًا في تفسيره المختزن ، وأخذ علم الكلام عن شيخه زوج أمه أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة ، ولما تبحّر في كلام الاعتزال وبلغ فيه الغاية ، كان يورد الأسئلة على أستاذه في الدرس ، ولا يجد فيها جوابًا شافيًا فتحيّر في ذلك ، فحكي عنه أنه قال : وقع في صدري في بعض الليالي شيءٌ مما كنت فيه من العقائد ، فقمت وصليت ركعتين وسألت الله تعالى أن يهديني الطريق المستقيم ونمت ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليك بسنتي ، فانتبهت وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار فأثبته ، ونبذت ما سواه ورائي ظهريًّا .

قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي المتوفى سنة 463هـ في الجزء الحادي عشر من تاريخه المشهور صفحة 346 :

أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة ... إلى أن قال : وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري فحجزهم في أقماع السمسم .

قال ابن فرحون في الديباج : أثنى على أبي الحسن الأشعري أبو محمد بن أبي زيد القيرواني وغيره من أئمة المسلمين . أ هـ .

وقال ابن العماد الحنبلي في الشذرات الجزء الثاني صفحة 303 :

ومما بيّض به أبو الحسن الأشعري وجوه أهل السنة النبوية وسوّد به رايات أهل الاعتزال والجهمية ، فأبان به وجه الحق الأبلج ، ولصدور أهل الإيمان والعرفان أثلج ، مناظرته مع شيخه الجبائي التي بها قصم ظهر كل مبتدعٍ مراءٍ وهي أعني المناظرة كما قال ابن خلكان : سأل أبو الحسن الأشعري أستاذه أبا علي الجبائي عن ثلاثة إخوةٍ كان أحدهم مؤمنًا برًّا تقيًّا ، والثاني كان كافرًا فاسقًا شقيًّا والثالث كان صغيرًا فماتوا فكيف حالهم ؟ فقال الجبائي : أما الزاهد ففي الدرجات وأما الكافر ففي الدركات وأما الصغير فمن أهل السلامة فقال الأشعري : إن أراد الصغير يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له ؟ فقال الجبائي : لا ، لأنه يقال له : أخوك إنما وصل إلى هذه الدرجات بطاعاته الكثيرة وليس لك تلك الطاعات فقال الأشعري : فإن قال ذلك التقصير ليس مني فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة فقال الجبائي : يقول البارئ جل وعلا : كنت أعلم لو بقيت لعصيت وصرت مستحقًّا للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك فقال الأشعري : فلو قال الأخ الأكبر : يا إله العالمين كما علمت حاله فقد علمت حالي فلمَ راعيت مصلحته دوني فانقطع الجبائي! .

وقال ابن العماد : وفي هذه المناظرة دلالةٌ على أن الله تعالى خص من شاء برحمته واختص آخر بعذابه . أ هـ .

وقال تاج الدين السبكي في " طبقات الشافعية الكبرى " : أبو الحسن الأشعري كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد بن حنبل ، وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد رحمه الله واحدةٌ لا شك في ذلك ولا ارتياب ، وبه صرّح الأشعري في تصانيفه وذكره غير ما مرة من أن عقيدتي هي عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل ، هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضعٍ من كلامه . أ هـ .

وفضائل أبي الحسن الأشعري ومناقبه أكثر من أن يمكن حصرها في هذه العجالة ، ومن وقف على تواليفه بعد توبته من الاعتزال ، رأى أن الله تعالى قد أمده بمواد توفيقه وأقامه لنصرة الحق والذبّ عن طريقه .

وقد تنازع فيه أهل المذاهب ، فالمالكي يدعي أنه مالكي والشافعي يزعم أنه شافعي والحنفي كذلك .

قال ابن عساكر : لقيت الشيخ الفاضل رافعًا الحمال الفقيه ، فذكر لي عن شيوخه أن أبا الحسن الأشعري كان مالكيًّا ، فنسب من تعلق اليوم بمذهب أهل السنة وتفقه في معرفة أصول الدين من سائر المذاهب إلى الأشعري ، لكثرة تواليفه وكثرة قراءة الناس لها.

قال ابن فورك : توفي أبو الحسن الأشعري سنة 324هـ . انتهى .

وبعد ذكر هذه النتفة من ترجمة هذا الإمام نذكر ما يلي :

إثبات رجوعه عن الاعتزال وإثبات نسبة الإبانة إليه ، ننقل ذلك من المراجع الموثوق بها فنقول وبالله التوفيق . انتهى .



رجوع أبي الحسن عن الاعتزال إلى عقيدة السلف


قال الحافظ مؤرخ الشام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي ، المتوفى سنة 571 هـ في كتابه " التبيين " :

قال أبو بكر إسماعيل بن أبي محمد بن إسحاق الأردي القيرواني المعروف بابن عزره : إن أبا الحسن الأشعري كان معتزليًّا ، وإنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنةً ، وكان لهم إمامًا ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يومًا ، فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة ، فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة وقال : معاشر الناس إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ، ولم يترجح عندي حقٌّ على باطلٍ ولا باطلٌ على حقٍّ ، فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه ، وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده ، كما انخلعت من ثوبي هذا وانخلع من ثوبٍ كان عليه ، ورمى به ودفع الكتب إلى الناس فمنها كتاب اللمع وغيره من تواليفه الآتي ذكر بعضها قريبًا إنشاء الله .

فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة ، أخذوا بما فيها وانتحلوه واعتقدوا تقدمه واتخذوه إمامًا حتى نسب مذهبهم إليه ، فصار عند المعتزلة ككتابي أسلم وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق إلى أهل الذمة ، وكذالك أبو الحسن الأشعري أعدى الخلق إلى المعتزلة ، فهم يشنعون عليه وينسبون إليه الأباطيل ، وليس طول مقام أبي الحسن الأشعري على مذهب المعتزلة مما يفضى به إلى انحطاط المنزلة ، بل يقضي له في معرفة الأصول بعلو المرتبة ويدل عند ذوي البصائر له على سمو المنقبة ، لأن من رجع عن مذهبٍ كان بعواره أخبر وعلى ردّ شبه أهله وكشف تمويهاتهم أقدر وبتبين ما يلبسون به لمن يهتدي باستبصاره أبصر ، فاستراحة من يعيره بذلك كاستراحة مناظر هارون بن موسى الأعور ، وقصته أن هارون الأعور كان يهوديًّا فأسلم وحسن إسلامه وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو ، وناظره إنسانٌ يومًا في مسألةٍ فغلبه هارون فلم يدر المغلوب ما يصنع فقال له : أنت كنت يهوديًّا فأسلمت فقال له هارون : فبئس ما صنعت فغلبه هارون في هذا .

واتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعري كان إمامًا من أئمة أصحاب الحديث ومذهبه مذهب أصحاب الحديث ، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة وردّ على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة ، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سيفًا مسلولاً ، ومن طعن فيه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة ، ولم يكن أبو الحسن الأشعري أول متكلمٍ بلسان أهل السنة ، و إنما جرى على سنن غيره و على نصرة مذهبٍ معروفٍ ، فزاده حجةً وبيانًا ، ولم يبتدع مقالةً اخترعها ولا مذهبًا انفرد به وليس له في المذهب أكثر من بسطه وشرحه كغيره من الأئمة .

وقال أبو بكر بن فورك : رجع أبو الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة سنة 300هـ .

وممن قال من العلماء برجوع الأشعري عن الاعتزال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان الشافعي المتوفى سنة 681هـ .

قال في " وفيات الأعيان " الجزء الثاني صفحة 446 : كان أبو الحسن الأشعري معتزليًّا ثم تاب ، ومنهم عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 774هـ .

قال في " البداية والنهاية " الجزء الحادي عشر صفحة 187 : إن الأشعري كان معتزليًّا فتاب منه بالبصرة فوق المنبر ، ثم أظهر فضائح المعتزلة وقبائحهم ومنهم شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي الشافعي الشهير بالذهبي المتوفى سنة 748هـ .

قال في كتابه " العلو للعلي الغفار " : كان أبو الحسن أولاً معتزليًّا أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلمًا للسنة ووافق أئمة الحديث ، فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها لأحسنوا ، ولكنهم خاضوا كخوض حكماء الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله .

وممن قال برجوعه تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي الشافعي المتوفى سنة 771هـ ، قال في طبقات الشافعية الكبرى الجزء الثاني صفحة 246 : أقام أبو الحسن على الاعتزال أربعين سنة حتى صار للمعتزلة إمامًا فلما أراده الله لنصرة دينه وشرح صدره لاتباع الحق غاب عن الناس في بيته ، وذكر كلام ابن عساكر المتقدم بحروفه ، ومنهم برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري المدنيّ المالكي المتوفى سنة 799هـ ، قال في كتابه "الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب " صفحة 139 : كان أبو الحسن الأشعري في ابتداء أمره معتزليًّا ، ثم رجع إلى هذا المذهب الحق ومذهب أهل السنة فكثر التعجب منه ، وسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فأمره بالرجوع إلى الحق ونصره ، فكان ذلك الحق ، والحمد لله تعالى.

ومنهم السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي الشهير بمرتضى ، قال في كتابه " إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين " الجزء الثاني صفحة3 قال : أبو الحسن الأشعري أخذ علم الكلام عن شيخ أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة ، ثم فارقه لمنامٍ رآه ورجع عن الاعتزال وأظهر ذلك إظهارًا ، فصعد منبر البصرة يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنا فلان بن فلان ، كنت أقول بخلق القرآن ، وإن الله لا يُرى في الدار الآخرة بالأبصار ، وإن العباد يخلقون أفعالهم ، وها أنا تائبٌ من الاعتزال معتقدًا الرد على المعتزلة ، ثم شرع في الرد عليهم والتصنيف على خلافهم ، ثم قال : قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوالٍ أولها : حال الاعتزال التي رجع عنها لا محالة ، والحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعة ، وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام ، وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك ، والحال الثالث : إثبات ذلك كله من غير تكييفٍ و لا تشبيهٍ جريًا على منوال السلف ، و هي طريقته في الإبانة التي صنفها آخرًا .

وبهذه النقول عن هؤلاء الأعلام ثبت ثبوتًا لا شك فيه ولا مرية ، أن أبا الحسن الأشعري استقرّ أمره أخيرًا بعد أن كان معتزليًّا على عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم وسنة النبي عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم .









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc