المقامة العيدية . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المقامة العيدية .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-11-26, 19:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي المقامة العيدية .



بسم الله الرحمن الرحيم .
حكى قسورة ، قال :
لحق بي العيد ، وأنا عن أهلي بعيد ..هذا بعد أن أخذتني عادة الأسفار، و التغرب عن الديار ، و بُعدالمزار ..
و لأجلِ عملي ، فلطالما تغرّبتُ ، و شرّقتُ و غرّبت ُ ، و زرتُ مرابعَ بدوٍ وديارَ حضرٍ ، و كم قطعت من بر و من بحرٍ .كأن الشاعر يعْنِيـني :
المرءُ في كورته ضـائع**** و الليث في غيضته جائع.
فانهض تـــــرى الدنيا****و الموت لا يدفعه دافـع
و مع هذا ، فقد خنقتني العبرة ، و أخذتني الزفرة . حين تمثلت بقول الشاعر :
إذا ما ذكرتُ الدارَ فاضت مدامعي **** و صارفؤادي نهبـــة للهماهمِ.
حنينًا إلى أرضٍ بها إخضرّ شاربـي **** و حلّت بهاعني عقود التمــائم .
و انتابني الوجومُ و الدهولُ ، حتى صرت ُ لا أعي ما أقول ...
فإذا بشخصٍ صريح يتقدم مني ، و بلسان فصيح يحييني ...فوقفتُ مما أسمع ذاهلاً، وصار سحبانُ بياني باقلاً ..
لأنني قد أخترت من الكلام الصوم ، بعد أن ألفتُ القوم ، و عن لسانهم كنت بينهم كإبن الحمير ، لولا مخاطبتهم بلغة شكسبير ..
فابتدرني صاحبي بالسلام، بعد أن تكلم بأحسن الكلام ..و قال لي : أنا غريب مثلك ، و حالي كحالك .
ثم بادرني مجاملاً و أنشدني قائلا :
أجارتنا إنا غريبان ههنا **** وكل غريب للغريب نسيب
ثم سرّني بعذب الكلامِ من النثرِ و اتبعه بمعسولِ الشعرِ ...فكفكف مدامعي و التقط مجامعي ، حين ردد على مسامعي:
عيدٌ بأية حال عدت يا عيدُ**** بما مضى أم لأمر فيك تجديد؟
و بعد هذا ، بسط عنان الخطاب،و عن العيد مدّ أطناب الإطناب، وطلب الأمد في الإسهاب...حيث قال : إن في العيدِ يطرح فيها المسلمون همومهم، وينسون غمومهم، فتفرحُ قلوبهم، وتصفو نفوسهم، وتنشرح صدورهم، وتتهلّل وجوههم، وتنطلق ألسنتهم بأعذب الكلمات ، وتخرج من أفواههم ألطف العبارات، وأرق التحيات، فيتغافرون، ويتعانقون..
فعندما حان الأنتهاء ، تنفس صاحبي الصعداء . و قال :
لكنْ، أَينَ نحن مسلمي هذا الزمان من هذه المعاني النبيلة ، والذكريات الجليلة؟.. إننا ـ إلا من تداركه رحمة من ربه ـ أكثر الناس تنكّرًا وإعراضًا عن هذه الذكريات، وأبعد الناس عن هذه المعاني و هذه الصفات .
لذلك صرنا نعيش معيشة الحيوان البهيم، ونحيا حياة الذيل غير الكريم.
فقلتُ : أبيت اللعن ! ليتني أعرف ما بخاطرك يجول ، علّني أفهم ما تقول .
فنظر إليّ و عبس ، حتى ما نبس ..
و بعد هنيهة ، زمجر و صاح : ما الذي يمنعنا أن نكونَ كأوائلنا أعزة على الكافرين، أذلة على المؤمنين؟..
ما الذي يمنعنا أن نكونَ كأسلافنا أشداء على الكفار، رحماء بالأبرار؟..
آهٍ ! يمنعنا من ذلك ، أننا فرّطنا في حبل الله المتين ،وابتعادنا عن الدين ، واستبدالنا الذي هو أدنى بالذي هو خير و أعم ، وخيانتنا لله وللرسول ولآماناتنا ونحن نعلم.
أما الحديث عن العالم الإسلامي فحدث عن البحر ولاحرج ، فتجد نفسك أحفظ من حمادٍ وأجمع من أبي الفرج .
يا صاح ! ارنو ببصرك في الأوطان و الدوّلِ ؛ يرجع إليك البصر خاسئـــًا من الاول ، لأنك لن ترى ما يسرّ. حتى يصيبك العمى والعور.
ففي المغربِ هوىً متبعٌ .. والجزائر وتونس لا يزالان كما قال الشاعر:
بتونس أمة ُ الإسلام ظُلمت**** و في الجزائر دين الله يهتضم
وليبيا تعاني من "معمرها" أكثر مما عانته من مخرّبها و مستعمرها..
ومصر استخفّ قومها شخصٌ رجع بها القهقرى ،وقال كأخيه، ما أريكم إلا ما أرى.. و طفق في أرض الكنانة بالفساد يعيث ، ليجعلَ من ابنه " الأمير " للحكم الوريث .
وفلسطين عدوّها صار يُقبّل، وابنها بابنِها يُقتل..والأردنُ قطعة أنكرها التاريخ ، وأثبتتها الجغرافيا، لتكونَ شوكة ً دامية في الرجل السّاعية..
والعراق لا يزالُ كما وُصف بلد الشقاق.. وعاد إلى ما وصّفه به ابنه الرصافي:
وإن تسأل عمــا**** هو في بغداد كائن
فحكم مشرقي الضرْ**** ع،غربي المـلابن
وطنـي الإسم لكن**** انجليزي الشناشن.
ولبنانُ مسرح ٌ يمثل فيها الفُجّار ، ما يـُمليه عليهمُ الكبار.
وتركيا رفضت أن تكون رأسًا أولاً، وفضلت أن تصيرَ ذيلاً..
وسوريا يـُلبس فيها الحق بالباطل، فلا هي سالمت و لا هي تقاتل .
وإيران..
إيران ، لها وجهان، تحارب أمريكا في لبنان، وتُهادِنها في بغدان ، وتستأسد في الخليج على العربان.
والسودانُ كم مزّقه الطغيان، وأوهنه العصيان ؟ !.
واليمن..فإنّ بلقيسها أرشد من ذي يزن..
والسعودية ُ تُظهر الإسلام ، و"تستقسم بالأزلام"، تحذر القريب، وتأمن الغريب، تزخرف البيت، و "تصب على النار الزيت ".. و باقي الخليج منظره يهيج، وأمره مريج، ألهاه التكاثر في الأموال، وأنساه ما ينتظره من الأهوال..
أما باكستان،ومعناها أرض الأطهارِ، ركنتْ إلى الأشرارِ، وطاردت و نكّلت بالأخيار، و سلّمت الكثير من الأحرار.. وأفغانستان أرجعها سوء الإنسان إلى بداية الأزمان ..
أما أندونيسيا فقد خلقهاالله جنةً للإنسان، فصارت ملعبــًا للشيطان...
و بعد حيرة ، قال صاحبي في حسرة : وليس لنا من العيد إلا مظاهر تتمثل في خرافٍ تذبح، و أطفال ٍتمرح .
ثم ودعني على أمل اللقاء ، إن كان في العمر بقاء

ملاحظة : أرجو من الذي يريد الردّ ..فليرد ، مع الإتيان بالدليل و البرهان .. كما أنني لا أردّ على المداخلات التي تأتي بأنتقائية ، أو الدفاع عن دولة دون أخرى ..
تحياتي










 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
المقالة, العيدية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc