التكوين المهني: هل هو نعمة أم نقمة

[-تيتو-تقي الدين]

بسم الله والصلاة والسلام على خير الانام سيدنا محمد رسول الله أما بعد:
لقد كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن ظاهرة مست المجتمع الجزائري بصفة عامة والفئة الدارسة بصفة خاصة
وان كان الهدف منها هو ابعاد التلاميذ عن خطر التسرب المدرسي ولكن الواقع المحتوم يفرض علينا غير ذلك.
فالتكوين المهني أصبح حجة للعديد من الطلاب من أجل التخلي عن الدراسة.
وطبعا لا يمكننا انكار هذه الحقيقة لأنها أصبحت واقعا معاشا.
أنا شخصيا وقفت على هذا الأمر ومدى خطورته فعندماتسأل أحدهم ."لماذا توقفت عن الدراسة؟"
سيجيبك بكل بساطة:"عن أي دراسة تتحدث يا أخي ,الدراسة لن تبني لك مستقبلا فكل المتخرجين من أكبر الجامعات الجزائرية ومن أحسن الشعب تجدهم بطالين ودون عمل وبمعنى أصح وبلغتنا الدارجة(حيطيست) واخرون توجهوا الى الجيش برتب متدنية,فلماذا أتعب نفسي وأكد في الدراسة بينما يوفر لي التكوين المهني افاقا واسعة بعد نيل الدبلوم فيمكنني العمل مباشرة"
هذه هي الافكار التي تراود ذهن الطلاب في وقتنا الحالي ولكن السؤال المطروح هنا هو :هل هي صحيحة ومنطقية.......؟
الكثير منا سيجيب بالايجاب والاخرون سينفون صحة القضية ولكن حججهم دامغة على الرغم من مستواهم الثقافي المحدود
فالتكوين المهني يوفر لهم الايواء المجاني التغذية التعليم والتكوين وفرص الشغل
ولكنه يسعى الى المال لا الى الثقافة فالمنتسبون اليه يسعون لتحصيل المال بعد التخرج لا الى نيل المزيد من العلوم والمعارف وهذه نقطة سوداء في لائحته
وطبعا هو يساهم في ظاهرة التسرب المدرسي ولا يحد منها وهي نقطة أخرى.
أتمنى أن نجد حلولا منطقية لهذه الظاهرة
بالتأكيد نحن نريد مواضيعا عن كرة القدم في هذه الاونة ولكن السكوت في مثل هذه المواقف هو أفضل حل
إذن لنناقش سوية هذا الموضوع علنا نخرج بحلول منطقية لهذا الخطر الذي أصنفه في خانة الافات الاجتماعية