لعل السبب المباشر لكل هذه الأحداث التي وقعت و الأحقاد التي ظهرت هو الاعتداء السافر و الماكر على اللاعبين ـ و لا أقول الحافلة ـ الجزائريين لأن هذه الحادثة هي التي آلمت الجزائريين إيلاما شديدا، و ليس الاعتداء على الجماهير الذي طالما يحدث حتى في كبرى البطولات و الملاعب العالمية، لأن الاعتداء على الفريق الوطني هو اعتداء على شعب برمته، فالإعلام المصري بدّل الحقائق بل قلبها رأسًا على عقب، و جعل المعتدى عليهم معتدين، و لو أن الإعلام المصري أو وزير الشباب المصري قدّم اعتذارا للشعب الجزائري على هذه الواقعة لأطفأ الفتنة في مهدها، لأننا نحن الجزائريين نقبل العذر و من يعاملنا بالحسنى نعامله بالأحسن .
و لكنهم حوروا الحقائق حتى جعلونا نعتقد أنها مؤامر مدبرة بإحكام، و لا أعلم إذا كان الإعلام المصري يقول هذا عن وعي أو يحاول الهروب من الفضيحة فإن كانوا ـ حقيقة ـ يظنون أن الفريق الوطني افتعل الحادثة فهذا ظن سوء ليس من شيمنا بل من شيم "غيرنا". كما يقول شاعر العرب:
ـ إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
و صدّق ما يعتاده من توهمِ
ـ و عادى محبيه بقول عداته
و أصبح في شك من الليل مظلمِ