![]() |
|
الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() من أخلاق الجاهلية (2) (الغيرة) الحمد لله وحده؛ والصلاة والسلام على رسوله وعبده؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..أما بعد.. فإن الغيرة على العرض والشرف ما تميز به العرب؛حتى قبل أن تشرق الشمس بنور الرسالة المحمدية؛فكان العرب يفخرون بذلك ويبذلون في سبيل الحفاظ على عرضهم الغالي والنفيس ؛حتى إن قائلهم كان يقول: يهون علينا أن تصاب جسومنا * * * وتسلم أعراضٌ لنـا وعقـول وهاهو ذا عنترة في صحوه و شربه للخمر فإنه يحرص على أن لا يكلم عرضه ولا يخدش يقول: فَإِذا شَرِبتُ فَإِنَّني مُستَهلِكٌ * * مالي وَعِرضي وافِرٌ لَم يُكلَمِ وَإِذا صَحَوتُ فَما أُقَصِّرُ عَن نَدىً ** * وَكَما عَلِمتِ شَمائِلي وَتَكَرُّمي إن الزمان الذي ليلاً سعدت بـه * * * قد كاد في وضح الأحداث يبكينا فمن أجل ذلك؛وقبل الوقوع في ما لا تحمد عقباه؛كانت هذه الكلمات"[1]. لقد كان في أهل الجاهلية مكارم الأخلاق ..هذا مع جهلهم وطيشهم وفقدهم للدين الصحيح ،ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : إنما بعثت لأتمم مكارم ( وفي رواية : صالح ) الأخلاق [2].دل هذا على أن أصل الأخلاق كان موجودا عندهم ، ونحن لما أردنا التكلم في هذا الموضوع لأننا وللأسف فقدنا محاسن الأخلاق إلا من رحم ربي وقليل ما هم ...فهاأنذا أريكم نماذج عطرة من أخلاقهم الفاضلة التي كثيرا ما نفتقدها اليوم مع أننا أولى بها منهم لأن الله كرمنا بالإسلام وتمم النبي صلى الله عليه وسلم ببعثته مكارم الأخلاق.. فإن العرب الذين أنتم من سلالتهم؛كانوا يتميزون بالخلق العالي وهو الغيرة على الشرف0 والغيرة على الشرف من أعظم المنازل ؛وهي دليل على الفحولة والرجولة ؛ومن أفلت زمام الأمر؛عُدَّ من سقط المتاع فلا قيمة له ولا قدر. ومن تأمل قصص الجاهلية ليرى من ذلك عجب العجاب!. فمما جاء من قصصهم؛"أن عقيل بن علفة : نزل في منتجع ماء؛كعادة البدو الرحل الذين ينـزلون عند المياه لترده أنعامهم ؛فسمع ابنة له تضحك وقد شهقت في آخر ضحكتها حتى سمع الرجال الصوت؛فحمل عليها بالسيف وهو يقول: فرقت إني رجل فروق * * * لضحكة آخرها شهيق قال :فنادت يا أخوتاه فبادروا فحالوا بينها وبينه" [3]. ونحن هنا لم نأتي بهذا الخبر لنقول افعلوا هذا بل لنبين مدى تشددهم في هذا الجانب ..وخير الأمور أوسطها لا إفراط يؤدي إلى الشك المتواصل ولا تفريط يؤدي إلى الضياع والميوعة...وهكذا. "وجاء عن هند بنت عتبة أنها قبل إسلامها كانت متزوجة برجل يقال له الفاكه بن المغيرة، والفاكه هذا كان له مجلس يغشاه الرجال فيه،كعادة الرجال في كل زمن ؛وكان مجلسه مبرزاً عن منـزل نسائه ولا تأتيه النساء في العادة. فزارته ذات مرة هند وجلست تسمر معه حتى غشيها النعاس، وغلب عينها النوم فنامت،وذهب الفاكه زوجها ليقضي حاجة،فجاء رجل على عادته يزور هذا المجلس فلما أقبل وجد المرأة نائمة فرجع؛وصادف رجوعه أن رآه الفاكه وهو مقبل من مجلسه؛فجاء الفاكه إلى مجلسه وأيقظ هنداً؛وقال: من هذا الرجل الذي كان عندك؟ قالت: والله ما علمت ولا انتبهت حتى أيقظتني. قال: الحقي بأبيك. فلما جاءت لعتبة وأخبرته الخبر، قال للفاكه بن المغيرة: إنك اتهمت ابنتي، فإما أن تثبت وإما أن نذهب لأحد كهان اليمن. "والكاهن رجل سوء يخبر بما مضى؛يخاطب القرين فيخبره أنه فلان وأمه فلانة؛ وحدث له في يوم كذا ؛كذا وكذا". فلما قفلوا إلى كاهن اليمن واقتربوا من منزله اسود وجه هند؛فقال لها والدها:أما كان هذا قبل أن نأتي للكاهن؟. فقالت :والله يا أبتي ما ألممت بذنب ؛ولكنكم تأتون رجلاً يخطئ ويصيب؛ وخطؤه أكثر من صوابه؛ولعله يصفني بصفه لا تزول مدى الدهر. فلما جاءوا للكاهن جعلوها مع مجموعة من النساء وقالوا له: انظر في شأن هؤلاء النسوة؛فجعل يمر على النساء واحدة واحدة؛ويقول: قومي؛قومي؛ حتى إذا بلغ هندا قال : قومي لا رقحاء ولا زانية.[4] فلما خرجت أخذ الفاكه بيدها؛فنترت يدها من يده؛وطلقها فنكحت أبا سفيان رضي الله عنه.. هذا قبل الإسلام يا عباد الله!!. فلما أسلمت بايعها النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت عادته في مبايعة النساء أن يبايعهن على ألا يشركن بالله ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن؛فلما قال صلى الله عليه وسلم بايعي على أن لا تشركي بالله شيئاً ولا تسرقي ولا تزني ؛فلما بلغ ولا تزني؛وضعت يدها على رأسها وصرخت: يا رسول الله أوَتزني الحرة..؟!!!. لا تزني الحرة!! . هذا وهي حديثة عهد بالإسلام ولكنها علمت منذ أيام الجاهلية أن الحرة لا تزني. ففي أيام الجاهلية ما تزني الحرة ؛أما الآن فتزني الحرة ؛وقد تنام في أحضان كلب من الكلاب ؛ تنام فاجرة وأهلها من رؤوس الشرف؛ لأنهم تركوا الخيل تمرح مع الحصن. هذا في أيام الجاهلية تقول هند أوتزني الحرة؟ وضربت على رأسها حياءً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما جاء هذا الدين العظيم ؛والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ؛يعني أنه كان لدى الناس أخلاقاً في السابق فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم هذه المحاسن ؛وهذه المكارم ....وحذر النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى أمته؛ونبههم بتنبيه؛فقال: لا يدخل الجنة ديوث. والديوث : ليس شرطا أن يقر أهله على الزنا؛بل يدخل في ذلك أيضاً الذي لا يغار على محارمه بأي صورة كانت ؛كالخنزير، فالخنزير لا يغار،وأما الرجل الشريف فهو كالجمل؛لأن هذا رمز العرب فهو يغار ومعروف من أخلاقه أنه لا يرضى على ناقته أن يأتيها جمل آخر، وأما الخنزير فهو يرضى بكل أحد أن يأتي بلمس أو ما زاد على ذلك. واستمر الحال على الأخلاق الفاضلة حتى رأينا في هذه الأزمنة عجبا وقد رأيتم؛ ولكن المصيبة أن بعض الناس يرى البعيد عند الناس ولا يرى القريب في بيته؛ أعمى؛ وقد يكون الله سبحانه قد طمس على بصيرته فلا نجاح ولا فلاح. أرى كل إنسان يرى عيب غيره * * * ويعمى عن العيب الذي هو فيه وما خير من تخفـى عليه عيوبه* * * ويبدو له العيـب الذي لأخيه إخواني لنتكلم بصراحة.. انظروا إلى العباءة المسماة زورا وبهتانا ( بالعباءة الإسلامية)؛هذه العباءة التي انتشرت بين فتيات كثيرات من بنات الشرف. انظر إلى هذه العباءة حقيقة بعين المتأمل؛ستوقن يقينا لا شك فيه أن حقيقة مسماها(العباءة الجنسية). هذه العباءة التي تكون من مادة الكريب اللامعة؛وتلتصق فتفصل جسم المرأة تفصيلاً؛والله لو مشت بثوب مجرد؛لهو خير من هذه العباءة؛فهي ثوب لاصق لامع. هل يرضى رجل أن يمشي مع أخته أو ابنته أو زوجته وهي لابسة هذه العباءة"[5]؛ لا أظن ذلك إلا من شهامة رجولته انطفأت وجذوة نخوته خمدت فهو ديوث يرضى لأهله العار والشنار... وتركهم لينظر إليهم كل سافل وكلب وحقير ...وهي لما تمشي بهذا اللباس تظن أنها في غاية السعادة وهي في الحقيقة في غاية التعاسة كيف لا وكل حقير ينظر إليهن وكل سافل يتمتع بأجسامهن مجانا بغير إعطاء حقهن في التمتع بهن وهو الزواج ..وكما يقول إخواننا المصريون بالعامية :"الخبر النهار ده بفلوس بكرة بيبقى بلاش" هم يتمتعون مجانا. . . فالله المستعان ... فيا أخواتي ..الستر الستر تمسّكن ..والعفة العفة تنجحن ...والتوبة التوبة تفلحن..فالله الله لا تؤتى أمة الإسلام من خلالكن.. "يا أختنا.. ويا شرفنا.. ويا مستودع أعراضنا: تمسكي بعفافك، وحجابك الشرعي في زمن الغربة.لا يضعفنك كثرة ما ترين من اللاهثات وراء الساقطات، فأنت أغلى وأعلى..لست معقدة.. لست متخلفة.. لست رخيصة،فكم من عفيف يطمع بك زوجة، يثق بك حين خروجه، ويستودعك أغلى ما يملك، وهو عرضه، وكم من مستهتر لا ينظر إلى تلك الساقطة سوى أنها (لعبة إلى أجل).... يا ثروتنا الغالية، يا مستودع العفة، يا نادرة في زمن الضياع، يا عنوان العفاف: لا تستوحشي الغربة، فغربتك محمودة تزول كلما ازددت بالله أنساً.لا تتصوري تلك الساقطة سعيدة!! ومن أين تأتيها السعادة وهي تعرف أن أقصى طموح الرجال بها أن تكون عشيقة...فهل تعين ذلك ؟"[6] ويا إخواني عليكم بالهداية والاستقامة على الطريق ولا يغرنكم البريق ..كونوا كالجمل في غيرتكم على نسائكم وأعراضكم وإذا أردتموهن أن يكن لكم كالأرض التي تقلكم فكونوا لهن كالسماء التي تظلهن ،تعطيهم كل نافع وتحجب عنهم كل ضار ...فالله الله في الغيرة ..واتقوا الله فيهن فاتقوا الله في قلوب العذارى *** فالـعذارى قلوبهـن هـواء لا تطلبوا المستحيل من النساء الضعيفات، فالمرأة تحركها العواطف، وقد تجلس إلى من يسلبها لبها وإن لم يكن يقصد ذلك، وقد تكون امرأة محرومة من عطف الزوج فتجد من يتودد لها ويداعب عواطفها الفارغة فيستدرجها نحو الرذيلة....فحاوروهن وداعبوهن وكونوا لهن نعم المُعين وكونوا لهن كل شئ آباءً وأمهات إخوانا وأخوات...كونوا لهن كالطبيب في علاج المشكلات وحبيب إذا ألمت بهن الملمات وصاحبوهن بالمعروف.. هذا والله نسأل الرشد والسداد وأن يهدينا سبيل الرشاد وأن يبعدنا من الظلم والاستبداد وأن يجعلنا من القاسطين العادلين الذين يهدون بالحق وبه يعملون وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [1] سالم العجمي :الغيرة حنين إلى الماضي. [2] صححه الألباني في الصحيحة [3] العقد الفريد لابن عبد ربه ، أخبار النساء لابن الجوزي. [4] هذا حدث مع هند قبل إسلامها حيث كانت مشركة؛وإلا فإنه لا يجوز الذهاب إلى الكهنة والعرافين لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه أصحاب السنن،وهو صحيح "إرواء الغليل" للألباني (2006). [5] سالم العجمي :الغيرة حنين إلى الماضي. [6] خطبة لسالم العجمي : أنقذوا بناتكم
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
(2)(الغيرة), أخلاق, الجاهلية |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc