***تجربتي مع البخل***

[أم بدر الدين]

البخــــــــل

البخل داء فتاك كم فرق بين أحباب، وأغلق بيوتاً، وهدم أسراً، ودمر مجتمعات، وزرع الحقد والغل في الصدور، فتقطعت الأواصر، وانصرمت الوشائج، وقام على أساسه سوق الحسد والبغض، وهو من أدوء الأدواء وأخبثها، يشعر بأن صاحبه لا يثق في الله تعالى، فهو دائماً يسيء الظن بخالقه، ويحسب أنه لن يرزقه، ولن يكرمه، وأن هذا الذي بين يديه من الخير والمال والنعمة لو انقضى فلن يأتي بعده خيرٌ، ولن يخلف الله عليه بسواه، وأن أمواله لو تصدق منها صار فقيراً معوزاً كالمتصدق عليهم، وما أيقن هؤلاء الظانين بالله ظن السوء أن المال لا تنقصه الصدقة بل تنميه وتبارك فيه.

قال الله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى) (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى) (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعسْرَى) (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) (الليل: 11،8) .

وقال تعالى: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(التغابن: 16).

بعد هذه المقدمة ...ومن تجربتي في الحياة....وبعد احتكاكي بالجيران و الاقارب و الأصدقاء لاحظت أن البخل صفة يتميز بها الشخص الذي يتصف بصيفات الشح و لكن ما لاحظته أن البخل لا يتعلق بالامور المادية فحسب بل هناك بخل من نوع ىخر....التمسته و اكتشفته ممن يتصفون بالبخل المادي ...هذا النوع من البخل يعرف بالبخل المعنوي...سميته هكذا لان هؤلاء الاشخاص يبخلون عليك بالحب و الحنان و الصدق و كل المشاعر المجميلة

صديقة لي زوجها بخيل ماديا .....و بعد زمن وهي تقص علي معاناتها معه ومن كلامها عرفته أنه بخيل معنويا أي انه يبخل عليه بكلمة الحب و الود بالرغم من أنه يحبها

ومن هنا

هل البخل المادي أهون من البخل المعنوي أم أنهما ينفران و يجعلان من الحياة و العشرة الطيبة سجنا و أسرا

هل البخيل يمكن أن يكون بخيلا في ناحية واحدة فقط (مادي أو معنوي)أم أن البخيل لا يمكنه العطاء ...وهذا فعلا ما لاحظته ...فالبخيل بخيل في كل شيئ حتى في عبارات الحب الصادقة .....

مارأيكم لا تبخلوا علينا بردودكم