حدث لي..ذات يوم...

[صَمْـتْــــ~]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوزيقه عمر

حدث وان مرض لي صديق عزيز في المهجر...
وتلقيت نبأ مرضه...ابتداء...فوقع علي وقوع الصاعقة.ولم ادر ما افعل...وضاقت علي كل السبل..وفقدت كل الحيل..فلا الوضع المادي ولا الوقت يسمحان..للأنتقال هناك..لملازمة فراش مرضه... ..فتابعت حالته....من خلال الاتصال به على الهاتف...اساله عن حاله....فيروي لي تفاصيل معاناته..ويتقطع...القلب الما وحسرة مع كل تفصيل...انصحه بهذا انهاه عن ذاك...دقائق مرت وكانها ساعات...وساعات شابه بطؤها الأيام...
ينتابني الخوف على تطور حالته الى الأسوأ فانا لا انظر وجهه...كي اعرف..ان كانت هناك بادرة..للتحسن..تزرع ولو ذرة امل في نفس أخذها اليأس كل مأخذ...

وتمر الأيام...ويتعافى الصديق ويعود الى ربوع الوطن...وها انا التقيه اليوم...وعلى المباشر كم كانت فرحتي عظيمة بلقياه..لقد تعانقت ارواحنا...صغارا...وشب كل منا على محبة الآخر...اخوة لا طبعا...بل ارتقت تلك العلاقة الى اعظم من ذلك...الى محبة خلت من كل دوافع المصلحة الدنيوية الفانية......
الحمد لله على كل حال....
وانا بينكم الآن استرجعت معاناتي تلك الأيام العصيبة وما تجرعته من الم النفس حين كان يذوقه الما في الجسد...
تساءلت...الآن ..ماذا لو لم يصلني خبر مرضه...ولم اعلم بما جرى ..الى حين تعافيه....اكان سيكون ذلك افضل...؟..ام سيتملكني الغضب....لعدم اعلامي بما كان يعانيه..حين كان يعاني...
مالافضل بالنسبة لكم....شكرا...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي عمر،
لم أكن أعلم انّك بارع في تصويرِ الأحداث،
والدّليلُ هذه القصّة العبرة، التي بين أيدينا..
ــ
تساءلتَ فأحسنت بهذا الطّرح..
وبالنسبة لي تبادر الى ذِهني ما يلي:

فكِّر في أنَّ ما حدثَ لِصديقِكَ كان ابتلاءا لكِليكُما،
و امتِحانا من اللهِ تعالى، أرادَ منه اختبارَ صداقتِكُما..
فرغمَ بُعدِ المسافة ونظرا لعدم قدرتِك على ملازمته بهذا الظّرف،
دفعتك مشاعِرُ الصِّدقِ تجاهه لأن تلازمه روحيًّا..
قد تعجبُ لهذا،
لكنّ صدقَ المشاعِرِ عاملٌ نفسيّ يُلقي بحمولةِ وهجهِ على الرّوح..
ليكونَ في ملازمتِك له عن طريقِ الكلام بلسماً شافِيا بإذنِ الله،
خصوصا وقد كنت تنهاهُ من أمورٍ وترغّبه في أخرى،
فتوجيهُكَ له في هذه الحالة قد يكونُ أشدُّ مفعولا من الأدوية الإصطناعيّة..
وبهذا أثبتّ لِصديقك صِدقَ إخلاصِك و خُلاصةَ مشاعِرِك
التي ألحفتها شهامةُ فِعلِك..
ــ
وللعودة لسؤالِك المطروح،
فأقولُ انطِلاقا مما أراه..
أنّه الأفضلُ لكليكُما أنّك علِمتَ بخبرِ مرضه،
فمن جِهة هذا المرض زادكُما قُربا وحبّاً و اهتِماما أكبر،
كما انّه أظهرَ لكلِّ واحِدٍ منكما مكانته عند الآخر
و ظف على هذا وذاك أنّكما أعطيتُمانا عبرةً في أبهى حلّة..
وكم نحنُ بحاجة لمثلِ هذه العِبر
**
خِتاما أقولُ ممّا حضرني الآن:

صادقتُ صادا صدِئت حينَ هوَت
من أعلى جبلٍ بِتاءِها اصطدَمت
فوجدتُ بينها دالا داهمَت
بدلائلِ الخيرِ قافُها استبشَرت
هي الصّداقة،
عمودُها ألِفٌ فيها القلوبُ اأتلَفَت
**

فجمع الله بينكما بكلِّ مودّةٍ وخير
يا من أعطيتُمانا مدخلا من مداخلِ الصّداقة الحقّة
ـــ
تحيّاتي..
أختكم/ العمر سراب