من فضائل رمضـــــــــــان

[khaled dallas]

الحمد وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى... وبعد..
من فضائل الشهر الكريم
*مستودع البركة !!!

_السحور عبادة جليلة يغفل عنها الكثيرون وينامون عنها ، مع أنها منبع الخير وسرٌ من أسرار النماء كما أخبرنا بذلك الحبيب النبى حين قال (( عليكم بهذا السحور ، فإنه هو الغذاء المبارك))....

كما حذرنا رسول الله من تضييعه فقال ((( إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها)))...

_والبركة هى ::الزيادة والنماء وذلك بنزول الخير الإلهى فى الشىء وثبوته فيه ...فالبركة فى المال ::زيادته وكثرته ....وفى الدار ::سعتها وسكينتها ....وفى الطعام ::وفرته ولذته.....وفى الأولاد ::كثرتهم وحسن أخلاقهم ....وفى الأسرة :: إنسجامها وتفاهمها ...وفى الوقت :: إتساعه وقضاء الحوائج فيه .....وفى الصحة :: سلامتها وتمامها ....وفى العمر::طوله وحسن العمل فيه ....وفى العلم ::: الإحاطة والمعرفة ....


_فالبركة إذن ::جماع لكل الخير وطريق موصلة لكثرة النعم فلا غرابة بعد ذلك أن نجدَ فى طلب هذه البركة اليوم فى شهر قال رسول الله فيه ((رمضان شهرٌ مبارك))).....


*معنى البركة فى السحور :::..

*من البركة فيه:: أنه يُعطى القوة على الصيام وغيره من الأعمال صالحة أثناء النهار، فيجد المُتَسحر فى نفسه نشاطاً يبعثه على أداء الفرائض والنوافل فى همة وعزم....

*ومن البركة فيه:: إدراك وقت السَحر وهو وقت التنزل الإلهى_نزولاً يليق بجلاله سبحانه_ والإستغفار المبارك ....

*ومن البركة فيه:: أنه أضمن لترديد أذان الفجر مع المؤذن وإدراك الصلاة فى وقتها مع الجماعة مع ما فى ذلك من الفضل...

*ومن البركة فيه:: أن الصائم إذا تسحَر لا يشق عليه تكرار الصوم بل يشتاق إليه خلافاً لمن لا يتسَحر ، فإنه يجد مشقة تتقِل عليه العودة للصيام...

*ومن البركة فيه :: أنه يكفى فيه القليل ولو كان جرعة ماء ...قال رسول الله (((تسحَروا ولو بالماء)))...وإن كان (((نعم السحور التمر))) كما أخبر بذلك رسول الله .....فإن فعلتم ذلك وواظبتم عليه استحققتم صلاة الله عليكم وهى""الرحمة"" وصلاة الملائكة عليكم وهى ""دعاؤهم لكم بالرحمة ، فكيف بعدها لا تُرحمون؟؟!!!

قال رسول الله (((إن الله تعالى وملائكته يُصلون على المتسَحرين )))...فإذا كان الله وملائكته يصلون على المتسحَرين ....والسحور ما هو إلا إعداد للصيام فما ظنكم بالصيام نفسه؟؟؟!!!


**يوم الإستقلال ::...


_فى غمرة الأحداث وكثرة مشاغل الحياة قد يفقد الإنسان الذاكرة ، فينسى الغاية التى خلقه الله تعالى من أجلها ، وبدلاً من أن تكون نعم الله علينا من طعام وشراب دالة على الله تصبح صارفة عنه ، وتُطلب لذاتها ، وتُعبد من دونه ، ويُصبح العبد ويُمسى ساجداا للدينار ، راكعاً للدرهم ، ويجتذبه الشرف ، وتستهويه الرئاسة ، ويستعبده من يمدحه ولو بالباطل ، ويُعادى من ينصحه ولو بالحق ، فيأتى رمضان ليُعيد الأمور إلى نصابها ، ويردَ للنعمة دورها المنشود...


_ومما يأسر الإنسان إيضاً ((عاداته)) ...ومعلوم أن للعادات سلطاناً على النفوس وهيمنة على القلوب ، وقد تستقر فى النفس البشرية حتى تصبح طبيعة من طبائعها ، لا يستطيع المرء التخلص منها ولا يقدر على مفارقتها ، لكن رمضان "مستشفى زمانى فريد"" يجد كل مريض فيه دواءه ، فطول مدة التغيير فيه والتى تستمر ثلاثين يوماً ، وشمول هذا التغيير ليشمل أنشطة الحياة المتنوعة من مواعيد النوم والإستيقاظ مروراً بأوقات الطعام والشراب إلى طرق شغل الأوقات .....ويضاف إلى ذلك "التشجيع" الذى يُحدثه عموم هذا النغيير ليشمل أفراد البيئة المحيطة بالإنسان ....

كل ذلك يساعد على الخروج من المألوف والفكاك من أسر العادات فى إطار حرب التحرير المُعلنة من قِبلك لإعلان الإستقلال ...


وأختم بقول "المناوى "_رحمه الله_ ::

""وإنما شُرع الصوم كسراً لشهوات النفوس وقطعاً لأسباب الإسترقاق والتعبد للأشياء ،فإنهم لو داوموا على أغراضهم لأستعبدتهم الأشياء ، وقطعتهم عن الله ، والصوم يقطع أسباب التَعبد لغيره ، ويُورث الحرية من الرِق لأن المراد من الحرية أن يملك الأشياء ولا تملكه لأنه خليفة الله فى ملكه فإذا ملكته فقد قلب الحكمة وصيَر الفاضل المفضول والأعلى أسفل ..والهوى إله معبود ، والصوم يورث قطع أسباب التعبد لغير الله""....


والحمد لله رب العالمين...