التصوف - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التصوف

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-08-26, 09:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حكيم عياض
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










New1 التصوف

التعريف بالتصوف
سؤال:ما هو التصوف؟
جواب: سُئل الجنيد[1] عن التصوف فقال: (هو أن تكون مع الله تعالى بلا علاقة) وقال الجنيد: الصوفي كالأرض يطرح عليها كل قبيح ولا يخرج منها إلا كل مليح، ثم إنه كالأرض يطؤها البر والفاجر، وكالسحاب يظل كل شيء، وكالقطر يسقي كل شيء. وخلاصة الأمر الذي نحن عليه هو ما قاله القاضي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري على هامش الرسالة القشيرية (التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق، وتعمير الظاهر والباطن، لنيل السعادة الأبدية) فهو عندنا تزكية للقلب، لحفظ لطيفته، كحفظ الطب للأبدان، حتى يبقى القلب دائما محلاً طاهراً لنظر الله عز وجل.
اشتقاق لفظ "التصوف"
سؤال: من أين اشتق لفظ التصوف؟
جواب: لقد قيل في اشتقاق لفظ التصوف الكثير، فمنهم من قال بأنه من صُفّة المسجد النبوي، حيث كانت ملاذاً لفقراء المسلمين الذين خرج بعضهم من مكة مهاجراً تاركاً المال والعيال والعبيد والإماء والديار والعقار، فلما هاجروا خرجوا عن ذلك كله وتركوه لله، وانتقلوا إلى المدينة دون أي حظ من حظوظ الدنيا، فبنى لهم الرسول صلى الله عليه وسلم الصُفّة في طرف مسجده، يصلون في الليل ويصومون ما قدر لهم من النوافل في النهار، وعند الجهاد فرسان في النهار رهبان في الليل، فاستشهد منهم في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم من استشهد، وهم الذين قال فيهم الحق تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (28 الكهف) ومنهم أبو ذر الغفاري وأبو عبيده ومعاذ وأبو الدرداء رضي الله عنهم، وغيرهم لا يحصى ممن جعل التقوى أساس العلم {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} (282 البقرة).
ومنهم من قال إن التصوف من الصوفة. لأن الصوفي مع خالقه كالصوفة المطروحة لا فعل لها ولا تدبير؛ لأنه مستسلم لله في حركاته وسكناته. قال الله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (65 النساء).
ومنهم من قال إنه من الصفاء المحمود، وضده الكدورة المذمومة. روى الدارقطني عن جابر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متغير اللون فقال: (ذهب صفو الدنيا وبقي الكدر فالموت اليوم تحفة لكل مسلم).
أما من قال إن التصوف من لبس الصوف، فأذكر هنا من كلام ابن الجوزي: (كان الزهد في بواطن القلوب فصار في ظواهر الثياب، كان الزهد حُرْقَة، فصار اليوم خِرْقَة، ويحك صوّف قلبك لا جسمك، وأصلح نيتك لا مُرَقَّعَتَك).
أما نسبته الى "سوفيا" فيقول زكي مبارك في كتابه التصوف الإسلامي: (إن هذا ضربٌ من الإغراب، وكلمة "سوفيا" اليونانية معناها الحكمة، ومنها فيلسوف أي محب الحكمة، وكان كثير من فلاسفتهم أطباء، وقد ترجمها العرب فسموا الطب حكمة. وكلمة حكيم لا تزال تؤدي معنى كلمة طبيب. والفلسفة نفسها سماها العرب الحكمة، فهم عرفوا من "سوفيا" الفلسفة والطب، أما الحكمة الروحانية فمن البعيد أن يكونوا لمحوها، لأنهم كانوا يرون اليونان من عبدة الأوثان. فلم يبق إلا أن يكون ورودها في البيروني من الإغراب) وهذا يعني بأنه لا علاقة بين الفلسفة والتصوف، بمفهومه الذي نتحدث عنه.
وجملة القول أن أهل هذا الطريق أشهر وأسمى من أن يُحتاج في التعرف عليهم إلى لفظ مشتق أو قياس على هذا اللفظ، فالسالك لا يهمه الاسم الذي يطلق عليه مهما كان، طالما أنه مع الله والى الله في عمله وقصده، وإنما همه ومبتغاه هو أن يكون مع خالقه بلا غرض ولا مطلب ولا تحقيق شهوة دنيوية؛ اللهم إلا علاقة الشكر الدائم الذي لا ينقطع، والشعور بالقصور، والشعور بالقرب بعد كدورة البعد {اعْمَلُوا ءَالَ دَاوُدَ شُكْرًا} (13 سبأ).
وسواء سمي السالك صوفياً، أو أي اسم آخر، فهذا ليس بالأمر المهم، فنحن لا نهتم بالألفاظ والمسميات بقدر ما نهتم بالحقائق والمبادئ، فإذا ذكر أمامنا لفظ الصوفي أو التصوف، تبادرت إلى أذهاننا معاني تزكية النفوس، وصفاء القلوب، والسعي حثيثاً لإصلاحها، وصولاً إلى مرتبة الإحسان التي هي مقام كل العارفين الربانيين، الذين تحققوا من معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسير الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). فهذه الحقائق سميت في القرن الثاني للهجرة تصوفاً، ولنا أن نسميه الآن: «الجانب الروحي في الإسلام» أو «أخلاق الإسلام» أو «التحقق من معاني الإحسان» أو أي اسم يتفق مع معاني شريعتنا الغراء وما جاء به الكتاب والسنة، وهما مصدر التصوف وحقيقته.
أما إنكار بعض الناس على هذا اللفظ (التصوف) بأنه لم يُسمع في عهد الصحابة والتابعين فهو مردود جملةً وتفصيلاً، لأن معظم الاصطلاحات أُحدثت بعد زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، واستعملها جيل الصحابة والتابعين، ولم تُنكر من كبار الصحابة وأئمة التابعين، كألفاظ التابعين، وتابعي التابعين، وأمير المؤمنين، وألفاظ النحو والفقه والمنطق وعلوم الإدارة و الدواوين وعلوم القرآن والتفاسير وعلوم الحديث والجرح والتعديل، كل هذه الاصطلاحات لم تكن تستعمل زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعملت فيما بعد ولم تنكر. وسنتعرض لهذا الأمر في حديثنا عن مفهومنا للسنة والبدعة.
الصوفية في صدر الإسلام
سؤال:لماذا لم تنتشر الدعوة إلى الصوفية في صدر الإسلام، ولماذا لم تظهر إلا بعد عهد الصحابة والتابعين، وهل جاءت بجديد أم هي امتداد لدعوة الإسلام؟
جواب: لم تكن هناك حاجة إلى هذه الدعوة زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الصحابة كانوا بسبب قربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم، أهل ورعٍ وتقوى، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو المرشد والمزكي والمربي، فليست هناك حاجة لتلقينهم علوماً ترشدهم إلى أمور، هم قائمون عليها، وهم القدوة الحسنة والمثل الأعلى بها. فالرجال الذين سبقوا التسمية باسم (الصوفية) من الصحابة والتابعين، وإن لم يَتَسَمَّوا بالصوفية، كانوا في حقيقة الأمر صوفيين، ولا يهمنا الاسم بقدر الجوهر والحقيقة. وإلا فما هي الصوفية إن لم تكن تعني إلا أخلاق الصحابة والتابعين، الذين هم خير من أقبل على الله بالقلب والروح في السر والعلن، في السراء والضراء، وهم الذين قاموا بفرائض الإسلام وعقائد الإيمان، وتحققوا من مرتبة الإحسان، فاستنارت بصائرهم، وهم الذين تربوا على يدي مرشد البشر وسيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم!.
روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني هذا، فالذي يليه والذي يليه).
ثم تقادم العهد واتسعت العلوم ودونت علوم التوحيد والحديث والفقه والتفسير والمنطق والأُصول وغيرها من العلوم، التي بانتشارها واهتمام الناس بها وانفتاحهم على خيرات الدنيا وزينتها، أخذ الجانب الروحي يتضاءل، مما دعا أهل الألباب والزهد لتدوين علوم الإحسان، التي هي علوم الصوفية. ولا يُفهم من هذا أن ذلك كان احتجاجاً على العلوم الأخرى كما يُظن، مثلما كان بعض أهل الكلام يحتجون على أهل الحديث، إنما هو استكمال لحلقة الإسلام الذي عني بالمادة والروح والجسد والقلب. قال الشيخ زروق: (نسبة التصوف في الدين نسبة الروح من الجسد، وإن هذا العلم لا يؤخذ من الأوراق وإنما يؤخذ من أهل الأذواق، ولا يُنال بالقيل والقال، وإنما يؤخذ من خدمة الرجال وصحبة أهل الكمال. وكما قالوا: والله ما أفلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح).
وهذا ابن خلدون يقول في مقدمته:(وهذا العلم «التصوف» من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، وأصله أن طريقة القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، هي طريقة الحق والهداية؛ وأصلها العكوف على العبادة و الانقطاع إلى الله والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذةٍ ومالٍوجاهٍ، والانفراد عن الخلق، والخلوة للعبادة وكان ذلك عامّاً في الصحابة والسلف،فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختُصَّ المقبلون على العبادة باسم الصوفية).
وفي فتوى للإمام الحافظ السيد محمد صديق الغماري رحمه الله لما سُئِلَ عن أول من أسس التصوف أجاب: (أما أول من أسس الطريقة فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي، في جملة ما أسس من الدين الإسلامي، إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بعدما بيَّنها واحداً واحداً ديناً بقوله في حديث مسلم في كتاب الإيمان عن عمر بن الخطاب: (هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم) فالإسلام طاعة وعبادة، والإيمان نور وعقيدة، والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وهذه هي الصوفية، فمن أخل بهذا المقام (الإحسان) الذي هو الطريقة، فدينه ناقص بلا شك، لتركه ركناً من أركانه. فغاية ما تدعو إليه الطريقة وتشير إليه، هو مقام الإحسان بعد تصحيح الإسلام والإيمان).








 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc