إلى الأمّهات الغاليات: حكايات معبّرة لأطفالك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > قسم تربية الابناء وما يخص الطفل المسلم

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إلى الأمّهات الغاليات: حكايات معبّرة لأطفالك

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-03-26, 17:43   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 22 )

.. غُـرورُ الذكـاء ..
---------


كان وائل طفلاً ذكيًا جدًا في المدرسة ، ومِن أوائِل الصَّفِّ الثالث ، وكان كُلَّما عاد إلى البيتِ دخل على أُمِّه المطبخَ يسألُ عنها ، فتقولُ له : مِن فضلِكَ يا ولدي يا حبيبي اخرج من هُنا ؛ لأنَّ هناكَ أشياء خطِرة جدًا ... هنا الزيتُ المُلتهِب على نار البوتاجاز ، وأواني الطِّبخ الأخرى على نار البوتاجاز أيضًا ، وأنا أخافُ عليكَ من كُلِّ هـذا أن يُصيبكَ بأذى .. فكان يسمعُ كلامَ أُمِّه ويخرج .

وفي يومٍ من الأيام ، كان يوم إجازة من المدرسة ، قال وائلُ لنفسه : ما رأيُكَ يا وائل أن تدخلَ المطبخَ ، وتقومَ بتقطيع البصل بالسِّكينة دون أن تدري أُمُّكَ ، وتكون قـد ساعدتَها في إعـداد طعامِ الغَـذاءِ وإعـداد الطماطم للطبخ ؟

ثم قام ، ودخل المطبخ ، وأحضر السِّكينة ، ثم أحضر البصل والطماطم ، وبـدأ يُقطِّعُ البصلَ ، فصعِـدت رائحةُ البصل إلى أنفِه ، فأغرقت عينيه بالدموع ، ولم يستطِع أن يرى السِّكينة ، ولكنَّه استمر في تقطيع البصل وهو مُغْمِض العينين ، فأصابت السِّكينةُ أصابِعَه ، فصرخ وفتح عينيه فوجد الدمَ قـد انهمر من يده على ملابسِه وأغرقها ، وأغرق البصلَ الذي في يده ، وعندما رأى ذلك زاد في صراخه وبُكائه بصوتٍ مُرتفِع ، فجاءت أُمُّه مُسرِعةً وأبوه وإخوتُه وهم يُهرولون في هَلَع ، فرأت الأُمُّ ما حدث لوائل ، ووجدت بجواره السِّكينةَ والبصل ، وقـد أغرق الدمُ ملابِسَه ، فأسرعت بإحضار قِطعةٍ من الشَّاش ، وربطتها على يده ، وحمله أبوه مُسرعًا به إلى المُستشفى ، ووائل يبكي لِما حدث له ، لأنَّه ظَنَّ أنَّه شاطِر في كُلِّ شئٍ ، فلا داعي أن يُخبِرَ أُمَّه أنَّه سيدخلُ المطبخ ، ... وفي غُرفة الطوارئ رأى الطبيبُ يدَ وائل ، وقـد أصابت السِّكينةُ ثلاثَ أصابعٍ منها .

فقال الطبيبُ للأب : الحمدُ لله ، القَطْعُ سطحِيٌّ ، ولكنَّه سيحتاجُ إلى خَمس غُرَزٍ لخِياطةِ الأصابع ، وقام الطبيبُ بعمل العمليةِ السريعةِ لأصابع وائل ، وبعـد أن انتهى الطبيبُ شَكَرَهُ والِدُ وائل ، وعاد وائل ووالِدُه إلى البيت ، ونام على السرير وبجوارِه أُمُّه وأخواتُه واقفين مُتألِّمين من أجلِه ، ولِما حدث له ، ثم أغلقوا عليه نورَ الحُجرةِ وتركوه يستريح ، ثم قالت الأُم : وائل طِفلٌ ذكِيٌّ ، فكيف يفعلُ ذلك ؟

قال لها تامِـر : إنَّ الطِفلَ الذَّكِيَّ قـد يستعملُ ذكاءه ، ولكنْ في الخطأ .

فقالت مريم أختُه : كان يجبُ أن يُخبِرَكَ قبل أن يفعلَ ذلك يا أُمِّي ، حتى تُبيِّني له أنَّه ما زال صغيرًا ، وأنَّ السِّكينَ تقطعُ يدَه ، ... وأثناءَ حديثِهم جاء الأبُ مِن الخارج ، ومعه المُمرِّض الذي أعطى لوائل حُقنةً ، وهو يقول : بسم اللهِ الشَّافي ، وأعطى له أيضًا حُبوبَ الدواء ، وقال وائل عند أخذه للدواء : بسم اللهِ الشَّافي .

وفي اليوم الثاني ، سأل وائل نفسَه : أنا طِفلٌ ذكِيٌّ ، فلماذا لا أُفكِّرُ في شئٍ يجعلُني آخُذُ الحُقنةَ وأُشفَى مرةً واحدةً دون أن أستشيرَ أحدًا ؟

ثم فكَّر قليلاً ، وقال لنفسِه : وجدتُها ، أولاً بدلاً من أن أنتظرَ أخذ كُل يومٍ حَبَّة واحدة مِن العِلاج وأُشفَى خلال أسبوع ، آخُذهم كُلَّهم مرةً واحدةً ، وفي نفس الوقت لا آخُذُ الحُقَن ، لأنَّني سأُشفَى اليوم .

وفتح عُلبةَ الدواء ، وجاء بكُوبٍ وماءٍ وشَرِب الحُبوبَ كُلَّها مرةً واحدةً وخرج ، ثم بعـد نِصف دقيقةٍ أَحَسَّ بدورانٍ في رأسِه ، وآلامٍ في بطنه ، وكأنَّ أمعاءه تتقطَّع ، فصرخ : آه آاااه آاااه ، أبي أُمِّي إخوتي أنقِـذوني ، فدخلت عليه أُمُّه وإخوتُه مُهرولين مفزوعين مِن هَوْلِ صراخه ، وضمَّته أُمُّه إلى صدرها ، وهى تقول : ما بكَ يا وائل ؟ ماذا حدث لك ؟

قال لها وهو يتألَّمُ وغير مُستطيع الكلام : لقـد أخذتُ حُبوبَ الدواءِ كُلَّها مرةً واحدةً ، ثم انقطع صوتُه ، فحملته أُمُّه وإخوتُه ، وانطلقوا به في سيارة تاكسي إلى أقرب مُستشفى ، ودخلوا به غُرفة الطوارئ ، فالتفّ حوله الطبيبُ والمُمرضون مُسرعين ، وأخبرت الأُمُّ الطبيبَ أنَّه أخذ الدواءَ مرةً واحدةً ، فقام الطبيبُ مُسرعًا بعمل غسيلٍ مِعويٍّ له ؛ ليغسلَ له معدتَه وأمعاءه من كُلِّ شئٍ ؛ حتى يُنقِذَ حياتَه ... وأُمُّه واقفةٌ مُضطربةٌ من أجله ، وإخوتُه مُنزعجين من أجله ، لا يدورن هل يبقى وائل على قيد الحياةِ أم لا ؟

وبعـد ساعةٍ من الانتهاءِ من الغسيل المِعويِّ ، وإعطاء الطبيب له العِلاجَ اللازم لإنقاذِ حياتِه ، بـدأ وائل يشعـرُ بالحياةِ ويتحرَّك ، ثم فتح عينيه ، وأمسكَ يدَ أُمِّه ، فضمَّته إلى صدرها ، وقالت : أحمدُكَ يا رَبِّ أنقذتَ حياةَ ابني .

ثم نظرت إلى الطبيب والمُمرضين ، وقالت لهم : أشكركم جدًا ، وجزاكم اللهُ عن ابني خيرًا ، ثم قال وائل وهو لا يستطيعُ أن يتكلَّم : أحمدُكَ يا رَبِّ على كُلِّ حال ، ولكنِّي من الآن لن أستعملَ ذكائي وأنا صغيرٌ دون أن أستشيرَ أُمِّي وأبي وأساتذتي في المدرسة .


[ غـرور الذكاء / أ . رضا طعيمة ]


** الدروسُ المُستفادَة :
---------


1- أنَّ الطِفلَ المسلمَ لا بُدَّ أن يكون ناجحًا في دراسته ؛ ليكونَ قُـدوةً لغيره من التلاميذ .

2- أنَّ الأُمَّ لا بُدَّ أن تُحذِّرَ أولادَها من الأشياءِ التي قـد تكونُ خَطِرةً عليهم وعلى حياتِهم ؛ كالنارِ والكهرباءِ وغير ذلك .

3- أنَّ الطِفلَ المُلتزِمَ لا بُدَّ أن يُطيعَ أُمَّه ما دامت لم تأمره بمعصية .

4- أنَّ الطِفلَ المسلمَ إذا لم يُطِع أمرَ أُمِّه فقـد يُصيبُه الأذى الكثير .. ولقـد رأينا كيف أنَّ الطِفلَ وائل أصابته السِّكينةُ ، وأُصيبَ بتسمُّم في المعـدة ، وأُجريَ له غسيلُ معـدة ... كُلُّ هـذا لأنَّه لم يُطِع أمرَ أُمِّه .

5- ليس من العيب أن يُخطِئَ المسلم ، ولكن العيب أن يستمِرَّ في الخطأ .









رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لأطفالك, معبّرة, الأمّهات, الغاليات:, حكايات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc