نظرية الفيض عند فلاسفة الإسلام-الفارابي نموذجاً - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نظرية الفيض عند فلاسفة الإسلام-الفارابي نموذجاً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-07-24, 16:34   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

ولا أيضاً يحتاج في أن يفيض عن وجوده شيء آخر إلى شيء غير ذاته يكون فيه ولا غَرض يكون فيه، ولا حركة يستفيد بها حالاً لم تكن له، ولا آلة خارجة عن ذاته مثلما تحتاج النار في أن يكون عنها وعن الماء بخار إلى حرارة تبخر بها الماء، وكما تحتاج الشمس في أن تسخن ما لدينا إلى أن تتحرك هي ليحصل لها بالحركة ما لم يكن لها من الحال، فيحصل عنها وبالحال التي استفادتها بالحركة حرارة فيما لدينا، أو كما يحتاج النجار إلى الفأس وإلى المنشار حتى يحصل عنه في الخشب انفصال وانقطاع وانشقاق، وليس وجوده، بما يفيض عنه وجوده غيره، أكمل من وجوده الذي هو بجوهره ولا وجوده الذي بجوهره أكمل من الذي يفيض عنه وجود غيره، بل هما جميعاً ذات واحدة.
ولا يمكن أيضاً أن يكون له عائق من أن يفيض عنه وجود غيره، لا من نفسه ولا من خارج أصلاً).(1)
فالموجودات إذا تفيض عن الأول ليس عن قصد منه يشبه قصدنا، ولا عن طبع بحيث لا تكون له معرفة ورضا بصدورها وإنما ظهرت الأشياء عنه لكونه بذاته، وبأنه مبدأ النظام الخير في الوجود على ما يجب أن يكون عليه، وإنما علمه هو العلة لوجود
الأشياء، وعلمه الأشياء ليس علماً زمانياً، ووجوده هو وجوده بعينه الذي به يحصل عنه وجود غيره، وإذا صدرت أو فاضت الموجودات عنه، كانت بترتيب مراتبها.
يتبين إذا أن فيض أو صدور الوجود عن الواحد يكون تلقائيا وبسبب خصوبته وجوده وغناه اللامحدودين.
وقول الفارابي بالفيض أو الصدور يجعلنا نتساءل عما إذا كان من الممكن اعتبار الفارابي من القائلين بحدوث أو إيجاد العالم من عدم محض كما ينص عليه أو يقرره الدين الإسلامي.
فبحسب نظرية الفيض، عند الفارابي، تستفيد الموجودات جميعاً وجودها، جواهراً وأعراضاً، عن الأول واجب الوجود بذاته، كما أن ترابط الموجودات مع بعضها معتمد على وجود واجب الوجود بذاته الذي لا يفيدها الوجود وحسب، وإنما يفيدها ترابطها وعلاقاتها مع بعضها أيضاً.(2)
ولقد رتب الفارابي سلسلة الموجودات، وأكد أن السبب الأول أعلى مراتب الوجود ويليه البرء من المادة، ثم بعد ذلك الأجسام السماوية، وبعدها الأجسام الهيولانية.
أما فيما يتعلق في الموجودات الثواني وكيفية صدور الكثير يقول الفارابي: (يفيض من الأول وجود ثاني، فهذا الثاني هو أيضا جوهر غير متجسم أصلاً، ولا هو في مادة فهو يعقل ذاته ويعقل الأول، وليس ما يعقل من ذاته هو شيء غير ذاته، فيما يعقل من
الأول يلزم عنه وجود ثالث، وبما هو متجوهر بذاته التي تخصه يلزم عنه وجود السماء الأولى، والثالث أيضاً وجوده لا في مادة، وهو بجوهر عقل، وهو يعقل ذاته ويعقل الأول والثالث أيضاً وجوده لا في مادة، وهو بجوهر عقل، وهو يعقل ذاته ويعقل الأول، فيما يتجوهر به من ذاته التي تخصه يلزم عنه وجود كرة الكواكب الثابتة، وبما يعقله من الأول يلزم عنه وجود رابع، وهذا أيضاً لا في مادة، فهو يعقل ذاته ويعقل الأول، فيما يتجوهر به من ذاته التي تخصه يلزم عنه وجود كرة زُحل، وبما يعقله من الأول يلزم عنه وجود خامس، وهذا الخامس أيضاً وجوده لا في مادة، فهو يعقل ذاته ويعقل الأول فيما يتجوهر به من ذاته يلزم عنه وجود كرة المريخ، وبما يعقله من الأول يلزم عنه
وجود سابع، وهذا أيضاً وجوده لا في مادة، وهو يعقل ذاته ويعقل الأول، فيما يتجوهر به من ذاته يلزم عنه وجود كرة الجسم، وبما يعقل من الأول يلزم عنه وجود ثامن، وهو أيضاً وجوده لا في مادة، ويعقل ذاته ويعقل الأول. فيما يتجوهر به من ذاته التي تخصه يلزم عنه وجود كرة الزهرة وبما يعقل من الأول يلزم عنه وجود تاسع، وهذا أيضاً وجوده لا في مادة فهو يعقل ذاته ويعقل الأول، فيما يتجوهر به من ذاته يلزم عنه وجود كرة عُطارد، وبما يعقل من الأول يلزم عنه وجود عاشر، وهذا أيضاً وجوده لا في مادة وهو يعقل ذاته ويعقل الأول، فيما يتجوهر به من ذاته يلزم عنه وجود كرة القمر، وبما يعقل من الأول يلزم من الأول يلزم عنه وجود حادي عشر، وهذا الحادي عشر هو أيضاً وجوده لا في مادة، وهو يعقل ذاته ويعقل الأول، ولكن عنده ينتهي الوجود الذي لا يحتاج ما يوجد ذلك الوجود إلى مادة وموضع أصلاً، وهي الأشياء المفارقة التي هي في جوهرها عقول ومعقولات، وعند كرة القمر ينتهي وجود الأجسام السماوية، وهي التي بطبيعتها تتحرك دوراً).(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أبو نصر الفارابي، المدينة الفاضلة ومختارات من كتاب الملة، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الجزائر، 1990م، ص 23،24،25.

(2) منذر الكوثر، مرجع سبق ذكره، ص109.
(3) الفارابي، مصدر سبق ذكره، ص31، 32.








 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc