تصريح مسعود بوديبة الناطق الرسمي للكنابست

[لزرق]

إن تصريح السيد مسعود بوديبة واضح لا يحتمل التأويل فهو يقصد بلا أدنى شك أساتذة التعليم الأساسي ومعلمي المدرسة الإبتدائية فهو يصف خروجهم للتقاعد بطريقة مهينة للأسف تحت عنوان عدم التحكم في البرامج الجديدة فبعد أن تم تصنيفهم في رتب آيلة للزوال وإجحافهم في القانون الخاص والخروج برتبة مشرفة بعد ان قضوا دهرا في ممارسة نفس المهام ولا زالوا يمارسونها لحد كتابة هذه الأسطر وكأني به يضع الملح على الجرح
وبعيدا عن التصريحات النقابية الجوفاء دعونا نتحدث بيداغوجيا وننقاش منهجية التدريس بالكفاءات التي تتغنى بها الوصاية وشلة الإصلاحيين اولئك ونضعها في ميزان التقييم بدء بالسؤال التالي : هل أنفقت الوصاية ولو ساعة واحدة من التكوين الجدي في سبيل شرح وتفعيل هذه المنهجية الجديدة ؟ هل حقا استطاعت تلك الساعات القلائل التي اجتهد فيها المفتشون في مختلف الأطوار - من شرح مفهوم هذه المنهجية للسواد الأعظم من المدرسين ؟ والحقيقة ان الوصاية كعادتها تترك كل إصلاح لمشيئة الصدف
إن مهنة التدريس من المهن الصعبة لأنها تتطلب إرادة قوية ورغبة طبيعية لممارستها، وإطلاعا واسعا لكثير من العلوم والتكنولوجيات المساعدة ورصيدا من التجارب و الخبرات المكتسبة، وممارسة مستمرة وواعية لما هو قائم ولما هو آت.
وأمام السياسة الرخوية لنظامنا التربوي الأكثر إسراعا إلى ادعاء مقاربة الكفاءات منه إلى دعمها بالأفعال الملموسة ووسائل التكوين والمرفقات الأخرى.لا يجد الأستاذ إلا سلاح المبادرات الفردية لأن العراقيل كبيرة، و المقاربة بالكفاءات إن كانت تجدد هذه العراقيل فإنها لا تختلقها من العدم.
إن غموض إصلاحات المناهج وطابعها الاستعجالي وغير المكتمل أكثر إثارة للقلق.فهل نظامنا مستعد للتنازلات في مجال المواد الدراسية ؟.هل هو جاهز للاستثمار بقوة في ممارسات أخرى للتعليم والتعلم؟
قد نشك في ذلك، ولكن لو بقيت المقاربة بالكفاءات مجرد”نصف إصلاح” لا يتنازل على أي شيء، ولا يرغم أحدا على أي شيء، فلا يمكن الجزم بأنها ستجعل مكافحة الإخفاق المدرسي تتقدم.إن لم يتغير أي شيء عدا الكلمات، و إن بقينا نعمل تحت غطاء الكفاءات ما كنا نعمله بالأمس تحت غطاء المعرفة، فلم انتظار تقلص حجم الإخفاق المدرسي؟ .
قد تخشى حصول العكس، فالمقاربة بالكفاءات التي لا أثر لها سوى في النصوص الوزارية ، والتي لا يتبناها السواد الأعظم من الأساتذة . وأرجو أن يطلع الإخوة على مذكرة مفيدة في هذا الموضوع موجودة على موقع المعهد الوطني لتكوين المستخدمين وتحسين مستواهم
إن المشكل الأساسي يكمن كغالب الأحيان في إيجاد التوازن المفقود بين تناسق الإصلاحات و انسجامها ، وبين طبيعة مكوناتها وتطبيقها بالنظر إلى التطورات المتوازية في عدد من الدول المتقدمة. وقد تخشى أن تسارع الوصاية إلى ما تحسن صنعه-نصوص ، برامج- وتترك مهمة تطبيقها إلى صدف الخيارات الفردية و المشاريع المدرسية.
والخلاصة: أن الجميع يبذل قصار جهده في التكيف مع هذه المناهج الجديدة سواء عن اقتناع او غيره أما محاولة الإستثمار في الجانب البيداغوجي لإذلال الأساتذة متناسيا إخفاق الوصاية لهو تمادي وتطاول بغير حق ولا نملك إلى ان نقول له في الأخير ربي يهديك )