وصية امي...

[kmilya]

لم انسى ذلك اليوم ...لقد كان مثل هذا اليوم تماما ممطر وعاصف وكيف انساه وقد غلق لي فيه باب من ابواب الجنة
صمت بارد وهدوء يسود الارجاء كان العاصفة ستدوم للابد...لم يتجاوز عمري 9 سنوات وكنت انظر عودة امي والى اليوم انتظرها
كنا في المنزل انا ووالدي اين رن الهاتف وقتها:
ابي: نعم من معي
المشفى: هل انت السيد لؤي مارسي؟
ابي: نعم هل من مكروه؟
المشفى: تعرضت زوجتك حنين لحادث سير وهي الان في حالة حرجة نرجو ان تاتي بسرعة.
*سقط الهاتف من يدي والدي ....هرعنا الى المشفى ةعيناي والدي تمتلان بدموع كان العاصفة اتجهت صوبنا ولم اعي مايحدث معي بعد
في المشفى/
والدي: ارجوك ايها الطبيب اخبرني ماوضع زوجتي...؟
الطبيب: انا اسف ولكن الحادث كان مروعا وعلمنا ان القليل من نجو ولكن زوجتك حالتها حرجة ولم يتبقى لها سوى ساعات معدودة
والدي: ماذا؟...‼
الطبيب : انها تطلب رؤية ابنتها الافضل ان تسلم امرك لله...
*دخلت تلك الغرفة المليئة بالالات ولمحت امي وهي على ذلك السرير...
امي: سالي عزيزتي اقتربي لا تخافي انها مجرد جراح طفيفة وستشفى
ابي: هيا تقدمي
امي : صغيرتي اتذكرين الوعد الذي قطعته عليك باني ساكون الى جانبك دائما وحتى يوم دخولك الجامعة ويوم تحققين احلامك...؟
انا: نعم اذكره(وعيناي تمتلان بدموع)
امي: (تبتسم) يبدو انني لن اتمكن من الوفاء بذلك العهد علي الرحيل قريبا...ولكن قبل ذلك اريدك ان تعلمي انني احبك وانني ساكون الى جانبك حتى وان كنت غير موجودة لذا عليك ان تكوني قوية...احفظي ما ساقوله الان جيدا:
***ارتدي العفة ثوبا والحياء تاجا واعلمي ان السنبلة الممتلئة تخفض راسها في الحقل والفارغة ترفعه فلا يتكبر الا الحقير ولا يتواضع الا الكبير ولا تفتخري بجمالك فانت لم تخلقيه ولا بنسبك فانت لم تختاريه وافتخري باخلاقك فانت من يصنعها وتذكري مهما اشتد الليل ظلاما فلابد ان تشرق الشمس يوما وكلما كان الربيع اجمل و ادفئ باذن الله...
*تلك الكلمات غرست باذني...اما مادفعني الى الاستمرار بعدها فذلك المنام الذي تقول لي فيه امي لا تبكي بعد الان انت فتاة رائعة انظري الى السماء فهي ستشفي جراحك بنقائها والحب سيساعدك على البقاء.
*حققت كل احلامي وغدوت زهرة بفضل امي ووصيتها لي...الام هي تلك الهدية التي تعطيها لنا الحياة لاكن معضمنا لا يقدر ثمنها...‼
اتمنى ان تستفيدو من هذه القصة جيدا كتبتها بنفسي وهي تروي واقعا اليما يعيشه الكثيرون...