السلامُ عليكم ورحمة اللهِ وبركاته
على ظهر القارب الصغير
كان يجلس في تلك الزاوية
حيث عيناه تجولان في ما مضى
فقد آن الأوان لمراجعة البصيرة وما أقترفت يداه
كانت لحظات مغادرته أرض قومه لا تزال تراوح مخيلته
كيف رحل دون أن يأذن رب السماء
ويل ليونس وما أقترفته يداه
أما وإن الأمواج قد علت ... وتلاطمت
والحمل قد ثقل ... و النفس أُثقلت بما كان
فكان لابد من تنقية النفس ... فتعالت الأصوات
.. من منكم ذو ذنب وأثيم ...
من منكم أغضب الجبار العظيم
فإما هو ... أو نهلك أجمعين
وكأنهم يرمقون يونس .. متسألين
أنا ... أنا يونس وربي عليم
أنا من غفلت نفسه
أنا من خلقت من ماء مهين
أنا الفداء ... غفرانك ربٌ رحيم
وألقى الجسد في بحر عظيم
في ظلمات من الليل وأمواج كالطود العظيم
ألقى بنفسه مُسلماً بقضاء
من بيده روح الأنبياء ...والمرسلين
غاص في ظلمات اليم
وقبل أن يغيب في ظلمات الزمن
إلتقطه حوت عظيم
ولولا إرادة الرحمن
للبث هو والحوت الى يوم يبعثون
كأنه في حلم طويل
فأرض ليست بتلك الأرض
والسماء ضيقة
وجدران ليست بطوب ... ولا طين
تلك حال نبي الله يونس في بطن الحوت
لكن نفس يونس كانت تستعيد ماضيها
وتستذكر حاضرها
فمن المنجي من خطب أليم ..؟
ومن بيده روح يونس ... والحوت العظيم ... ؟
هو الواحد الأحد ... لا إله إلا هو
سبحانك ربي ما أرحمك
كما كتبت على نفسك الرحمة
فقد كتبت بيدي ظلم نفسي
أقر ربي أنك الواحد الأحد ... الفرد الصمد
سبحانك ربي ما أحلمك ... وأعدلك ... وأرحمك
لا منجى ولا ملجأ إلا إليك
ظلمت نفسي فإن لم تغفر وترحم لأكوننا من الخاسرين
تلك هي حال نبي الله يونس
ذاك هو المفتاح الذي سلمنا إياه عبر القرون الماضية
هو الدرس الرباني لكل خطب
هي المعادلة الربانية :
توحيد .... تسبيح .... إقرار بالذنب
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
برقية مستعجلة صعدت من ظلمات اليم
تلقته ملائكة كرام
ربنا هذا صوت عبد عرفناه
من مكان جهلناه
ربنا أحببته
وأمرتنا بحبه
فأحببناه
وتتوالى البرقيات صعودا الى السماء
ولولا كان من المسبحين
للبث في بطن الحوت الى يوم الدين
//غضب//