![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||||
|
![]() اقتباس:
شرح مسألة القدم النوعي وتسلسل المخلوقات باختصار قال الأستاذ المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود (محمد الغانم)مايلي: قبل الشروع في شرح المسألة ، لابد أن نعرف بعض المقدمات . المقدمة الأولى : لا بد أن يعرف الطالب أن التسلسل أنواع : منها : التسلسل في العلل والفاعلين والمؤثرات ، وهذا بأن يكون للفاعل فاعل ، وللفاعل فاعل إلى ما لانهاية له ، وهذا متفق على امتناعه بين جميع العقلاء ، لأنه يلزم الدور ، فلا يبقى فاعل ولا مفعول حينئذ . النوع الآخر : التسلسل في الآثار ، وذلك بأن يكون الحادث الثاني موقوفا ً على حادث قبله . وهذا فيه قولان مشهوران بين طوائف المسلمين . إذا عرفنا هذا ننتقل إلى : المقدمة الثانية : وهي أن هناك فرق بين نوع الحوادث و أعيانها . فإذا قلنا أن نوع الحوادث قديمة ، ليس كقولنا أن هذه الأشياء من الحوادث قديمة ، مثل قولنا : نوع وجود المخلوقات قديم لأنه راجع إلى صفة الخلق لله تعالى ، لكنها مخلوقة بعد العدم ، ومعنى قدم النوع ليس هو المعنى الذي تقول به الفلاسفة من القول بقدم العالم ، لكن المعنى أن قدم النوع راجع إلى اتصاف الله سبحانه وتعالى بالقدرة على الخلق في الأزل . المقدمة الثالثة : أن نوع الحوادث راجع إلى المشيئة والخلق لله سبحانه وتعالى . وهذا بخلاف قول الفلاسفة بالقول بقدم العالم ، وأن الخالق هو محركها وعلتها. هذا كفر ، لكن القول الحق أن قدم الحوادث راجع إلى أن الله سبحانه ما زال ولم يزل ولا يزال خالقا ً مريدا ً ، فلذلك قلنا بقدم نوع الحوادث العائدة إلى صفة الخلق لله . المقدمة الرابعة : مسألة التسلسل منزع الخلاف فيها راجع إلى مسألة قدم الصفات لله تعالى . فالمتكلمون ينكرون قدم نوع الصفات لله تعالى ، وهم يقولون أن الله تكلم بعد أن لم يكن متكلما ً ، وأراد بعد أن لم يكن له إرادة ، فحدثت له الصفة بعد أن لم تكن موجودة . لذا فهم ينكرون التسلسل في الماضي ويثبتونه في المستقبل . وهذا باطل عقلا ً وشرعا ً . أما أهل السنة والجماعة فيقولون أن صفات الله سبحانه قديمة قدما ً مطلقا ً ، قديمة النوع متجددة الآحاد . فهو متصف بالصفات ولا يزال متصفا ً بها . لذا أثبتوا له قدم الصفات ومنها صفة الخلق والمشيئة والإرادة ، وعليها فقدم نوع الحوادث راجع إلى قدم صفة الخلق لله تعالى . فقالوا : إن نوع الحوادث قديم ، أما الحوادث وحدوثها فهي حادثة بعد أن لم تكن بقدرة الله ومشيئته وبخلقه وإرادته . بعد هذه المقدمات لا بد أن ننظر للمسألة كي تفهم من جهتين ، الأولى : إثبات القدم النوعي لصفات الباري شرعا ً وعقلا ً وإبطال مسلك المتكلمين فيها ، وهذه الجهة سأتركها لكي لا يطول الكلام ويتشتت ذهن الطالب . أما الجهة الثانية : مسألة الكلام على التسلسل والقدم النوعي للحوادث وعلاقتها بقدم الصفات النوعي . وقد عرفنا أن الصفات النوعية لله قديمة قدما ً مطلقا ً وإذا كان الأمر كذلك؛فإن متعلقات هذه الصفات وهي المفعولات (المخلوقات) لابد وأن تكون دائمة النوع(قديمة النوع)؛ فإن وجود الصفة الاختيارية بدون متعلقها محال،ولا يتم إثباتها إلا بإثبات متعلقها(وهو المفعول المخلوق)،فالمخلوق لا زمة،والصفات الاختيارية ملزومة،ووجود الملزوم بدون لا زمه محال. وبهذا يتبين أن إثبات قدم نوع المخلوقات من لوازم إثبات قدم الصفات الاختيارية. والمراد بقدم نوعها هو أنه لا يخلو وقت من الأوقات إلا وفيه مخلوق ما،هو متعلق صفات الله الاختيارية،ولكن أفراد هذه المخلوقات ليست كذلك؛فإن لكل مخلوق معين وقتاً محدداً ابتداء وانتهاء؛فالحكم على النوع لا يستلزم الحكم على الأفراد بنفس هذا الحكم؛فإذا قلنا: هذا بيت لم يستلزم الحكم على أجزاء هذا البيت بأنها بيت؛فلا يقال: السقف بيت،والجدار بيت ،وكذلك إذا قلنا: إن نوع الإنسان موجود منذ خلق الله آدم إلى الآن لم يستلزم هذا الحكم على زيد وعمرو ومحمد وغيرهم من الأفراد بأنهم موجودون هذه المدة الطويلة،وهكذا. فمعنى قدم نوع المخلوقات أنها متتابعة متوالية،كلما انقضى منها مخلوق خلفه مخلوق آخر،وهكذا؛فإذا نظرنا إلى كل مخلوق معين فهو حادث له أول وله آخر،وإذا نظرنا إلى نوعها فهي قديمة.وبهذا يتبين : 1-أن إثبات قدم نوع المخلوقات هو من لوازم إثبات صفات الله-تعالى-الاختيارية وبخاصة المتعدية منها،ومن لم يثبت ذلك لزمه أن يكون الله معطلاً عن هذه الصفات في وقت من الأوقات،وهذا يرده ما تقدم من الأدلة الدالة على قدم نوع هذه الصفات. 2-أنه لا محذور من إثبات قدم نوع المخلوقات مع إثبات حدوث أفرادها،وإنما المحذور هو إثبات قدم شئ من هذه الأفراد. وقبل أن أختم الجواب ألخص المسألة بشيء من التفصيل . الأقوال في مسألة التسلسل : القول الأول: وهو من أبطل الأقوال أنه لا يمكن دوامها لا في الماضي ولا في المستقبل، وهذا قول الجهم بن صفوان ، والعلاف من المعتزلة وقد انفردا به وهو قول شاذ حتى عند جميع أهل الملل، والفلاسفة، واليهود، والنَّصارَى، فلم يقولوا: بأن الحوادث لا تدوم لا في الماضي ولا في المستقبل، وينبني عليه أن الله لم يكن خالقاً، ولا متكلماً، ولا فعالاً لما يريد في زمن من الأزمان، ثُمَّ حدث له ذلك - كما يقولون - فانتقل الأمر من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي، ومن ذلك قولهم: إن الجنة والنَّار تفنيان، وعالم الملأ الأعلى يفنى. والقول الثاني: يمكن دوامها في المستقبل الذي لا آخر له، ويسمى الأبد، ولا يمكن دوام نوع الحوادث في -الزمن الذي لا أول له- الأزل. وهذا قول جمهور المتكلمين، يقولون: لم يكن الله في الماضي خالقاً، ولا رازقاً، ولا مُحيياً، ولا مميتاً؛ لأنه لم يكن هناك خلق يخلقهم، ولا يرزقهم، ولا يحييهم أو يميتهم قبل أن توجد هذه الحوادث، وأما في المستقبل فالإمكان وارد؛ لأن أهل الجنة وأهل النَّار يبقون أبد الآبدين ولا يفنون. القول الثالث: وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة ، وهو أن أنواع الحوادث دائمة على طرفي الزمان بحسب الماضي والمستقبل، وهناك فرق بين هذا القول وبين قول الفلاسفة فإنهم يقولون: إن الكون أو بعضه، أو الأفلاك، أو العقول العشرة التي سماها أفلاطون ، وما أشبه ذلك، قديمةٌ كقدم الله تعالى، ويسمونه واجب الوجود أي: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. إن الأفلاك أو العقول أو هذا الكون المشهود إذا قيل:إنه لا أول له، هو كفر، وتكفر به الفلاسفة، ومنهم: ابن سينا والفارابي وأمثالهم. وأما أهل السنة فإنهم لا يتكلمون عن عين من أعيان المخلوقات، فلا يقولون: العرش قديم، ولا القلم قديم أي أزلي، وإنما يقولون: الجنس -جنس الحوادث- وأما الأعيان فكل مخلوق بذاته فهو مخلوق خلقه الله بوقت ما، وسيفنيه متى شاء. هذه هي خلاصة المسألة مع الاختصار الشديد لها ، وإلا فالمسألة تحتاج إلى مزيد شرح وتفصيل وتأصيل ، لكن التفصيل غير مجدي لأنه يحتاج إلى الكلام معه لمسائل جديدة على الطلاب . آمل أن يكون ما ذكر فيه كفاية . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته و الله تعالى أعلم آخر تعديل ناصرالدين الجزائري 2013-02-04 في 21:30.
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
التسلسل, القيم, ومعنى, والحدوث. |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc