السماعات... خطر حقيقي
يعتبر التواصل من أهم المقومات الاجتماعية التي يدعو إليها كل أساتذة وعلماء الاجتماع، خاصة على مستوى الأسر، وبين الشباب تحديدا، غير أن التطور التكنولوجي اليوم أثر بطريقة عكسية على هذا التواصل، ولعل أبسط مثال على ذلك، وقوفنا عند الانتشار الكبير لاستعمال سماعات الهواتف النقالة، وكأن الفرد يعيش في عالمه الخاص، فمن منا لم يشاهد رجلا أو طفلا أو شابا أو امرأة تضع في أذنيها هذه السماعات طيلة الوقت للاستماع عادة إلى الأغاني، وكثيرا ما نشاهد جمعا من الأصدقاء في مكان واحد، غير أن كل واحد منهم يعيش في عالم آخر وكأنه يرفض التواصل ويميل إلى الانعزال، والأخطر من هذا، أن يعتمد ذات الأسلوب داخل الأسرة، مما يقطع لغة الحوار أو حتى الدردشة بين أفراد العائلة الواحدة، هذا دون الحديث عن الأجهزة الأخرى، على غرار الأنترنت التي باتت تسرق الفرد من ذاته أحيانا!