موقف اهل السنة من تقسيم ابن عبد الوهاب للتوحيد

[طريق الاسلام]

في بيان موقف اهل السنة من تقسيم ابن عبد الوهاب للتوحيد

نجد اليوم في بعض الكتيبات والرسائل الدارجة مسئلة شاعت وانتشرت بين الناس حتى اصبحت عندى فئة من المسلمين ميزانا للتفرقة بين الموحد والمشرك وهده المسالة هي تقسيم التوحيد الى ثلاثة اقسام

تقسيم التوحيد عندى ابن عبد الوهاب :

1) توحيد الربوبية

2) توحيد الالوهية

3) توحيد الاسماء والصفات

* ويعنون با توحيد الربوبية بانه افراد الله سبحانه وتعالى با الخلق والمللك والتقدير والتدبير والفعل والتاثير

* وبتوحيد الالوهية بانه افراد الله سبحانه وتعالى با العبادة بحيث لا يتخد الانسان مع اللهاحدا غيره

* وبتوحيد الاسماء والصفات افراد الله بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه او على لسان نبيه باثبات ما اثبته لنفسه

وينبغي طرح هدا التقسيم على بساط المناقشة العلمية الهادئة المبنية على اصول الكتاب والسنة وعندى مناقشة هدا التقسيم لا بد من التعرض للنقاط التالية :

1) هل هدا التقسيم صرح به الشرع ونصت عليه الادلة

2) هل هناك فرق بين توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية

3) هل هناك نتائج ملموسة لهدا التقسيم

والجواب عن الامر الاول وهو هل هذا التقسيم شرعي او محدث فا الجواب من وجه:

الوجه الاول : لم يقل الامام احمد - الذي يدعي النسبة اليه اصحاب هذا التقسيم البدعي -: ان التوحيد اقسام : توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وان من لم يعرف توحيد الالوهية لا تعتبر معرفته لتوحيد الربوبية لان هدا يعرفه المشركون

فان عقيدة الامام احمد رضي الله عنه مدونة في مصنفات اتباعه في مناقبه لابن الجوزي وفي غيره ليس فيها هدا التقسيم المبتدع .

الوجه الثاني : لم يقل اي صحابي من اصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ان التوحيد توحيد ربوبية وتوحيد الالوهية وان من لم يعرف توحيد الالوهية لا يعتد بمعرفته لتوحيد الربوبية لان هذا يعرفه المشركون واني اتحدى كل من له المام با العلم ان ينقل لنا هذا التقسيم المخترع عنهم ولو برواية واهية

الوجه الثالث : لم ياتي في سنن النبي صلى الله عليه وسلم الواسعة التي هي بيان كتاب الله عزوجل من صحاح وسنن ومسانيد وعاجم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لاصحابه ويعلمهم ان التوحيد ينقسم الى توحيد الربوبية والالوهية وان هذا يعرفه المشركون فلو اجتمع معه الثقلان على اثبات ذالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
باسناد ولو واهيا لم يستطيعوا .

الوجه الرابع :كتب السنة طافحة بان دعوته صلى الله عليه وسلم الناس الى الله تعالى كانت الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وخلع عبادة الاوثان وان لا معبود با حق الا الله العزيز الجبار سبحانه وتعالى ومن اشهرها حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه لما ارسله النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن فقال له : (( ادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمداا رسول الله فان هم اطاعوا لذالك فاخبرهم ان عليهم خمس صلوات في اليوم واليلة الحديث )) اخرجه البخاري في صحيحه برقم 13/8 ومسلم 27
وروى اصحاب السنن وابن حبان انه صلى الله عليه وسلم اخبره اعربي برؤية الهلال فامر با الصيام ولم يساله النبي صلى الله عليه وسلم الا عن اقرار با الشهادتين )) اخرجه ابوداود 2340 والنسائي 432 والترمذي 691 الدرامي 5/2 وابن خزيمة 1924 والطحاوي في مشاكل الاثار 482 483 وابن الجارود 380 والحاكم 424/1


وكان الازم على هذا ان يدعوا انبي صلى الله عليه وسلم جميع الناس الى توحيد الالوهية جهلوه واما توحيد الربوبية فقد عرفوه ويقول لمعاذ ادعهم الى توحيد الالوهية الذي جهلوه ويقول للاعرابي الذي راى هلال رمضان هل تعرف توحيد الالوهية والفرق بينه وبين توحيد الربوبية وهل تعرف توحيد الاسماء والصفات

الوجه الخامس : لم يفرق الله العزيز سبحانه في كتابه الكريم الذي لا ياته الباطل من بين يديه ولا من خلفه بين توحديد الالوهية وتوحيد الربوبية ولم يقل لهم ان ملم يعرف توحيد الالوهية لا يتعد بايمانه بل هو اكفر من فرعون وهامان بل امر جل وعلا بكلمة التوحيد مطلقة فقال مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم (( فا علم انه لا اله الا الله )) وهكذا جميع ايات التوحيد المذكورة في القران العضيم واقراء اذا شئت سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القران هل تجدها فرقت بين الالوهية والربوبية كما يزعمون

الوجه السادس : يلزم على هذا التقسيم المبتدع على الله تبارك وتعالى انه لم يكمل دينه ثم جاء من اكمله بعد نقصانه وبين التوحيد باقسامه للناس في القرن السابع هجري فكان الامة كلها لم تعرف التوحيد الذي عرفه اصحاب هذا التقسيم المبتدع .
وبعد ان عرفنا الاجابة على السؤال الاول وتاكدنا تماما ان هذا التقسيم مبتدع ننتقل الى النقطة الثانية :

* هل هناك فرق بين توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية ؟
قبل الاجابة عن هذا السؤال ينبغي عرض بعض اقوال لاصحاب هذا التقسيم المبتدع فقد قالوا :

((ان المشركين كانوا موحدين توحيد الربوبية وكانوا غير موحدين توحيد الالوهية لاتخادهم الهة تقربهم الى الله تعالى وقالوا :ان المسلمين المتوسلين با النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين والتبركين بهم كفار بل كفرهم وشركهم اشد من كفر وشرك ابي لهب وفرعون وهامان وغيرهم وقراء فتاوى ابن تيمة 2/285 - 1/219 ومنهاج السنة 62


وهذه مخالفة صريحة للادلة الشرعية وللمعلوم من الدين با الضرورة عندى العلماء ولبيان فساد هذا القول وايضاح بطلانه وكشف عوار من قال به يجاب عن السؤال الثاني بانه لا فرق بين توحيد الالوهية والبربوبية وهما امران متلازمان لا ينفكان ووجهان لعملة واحدة لا تقبل التجزئة ولن يقبل الله من العباد سواها الا وهي عقيدة التوحيد الخالص لله ان لا معبود با حق الا الله قولا با اللسان واعتقادا با الجنان واذعانا للاركان والمعبر عنها با كلمة لا اله الا الله وبهذا ارسلت الرسل والانبياء اجمعون ولهذا خلق الله الخلق والانسان ومن اجل هذا تحقق مراد الشارع عز وجل
ثم ان القول بان الكفار والمشركين على مر العصور كانوا موحدين توحيد الربوبية وان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ما بعثوا الا بتوحيد الالوهية تجن على الحق والحقيقة ومكابرة للعقل والشرع وتكذيب لصريح النصوص في الكتاب والسنة وبدعة ضالة في سلف الامة الاول وهي تخريب عقدي مدمر وتناقض متهافت يجعل من المسلمين موحدين ولا موحدين في الوقت نفسه على ان واقع الامر يحتم اما موحد واما مشرك وليس هناك منزلة بين المنزلتين

ثم ان المشركين الذين زعم اصحاب هذا التقسيم انهم موحدون ربوبية لم يكنوا كذالك قط وان هده فرية كسيحة ودعوة مردوة با العقل والنقل

* اما العقل : فلئن المشركين لو كانوا موحدين ربوبية بمعنى انهم يعتقدون اعتقادا جازما لا شك فيه ان الله هو المتفرد با الخلق والملك والتدبير والتقدير والفعل والتاثير والنفع والضر وهدا لوازم توحيد الربوبية لما كان هناك مبرر في العقل لاتخاد اله غير الله يعبدونه لايملك لهم نفعا ولا ضرا .

لقد كان المشركون في كل زمان ومكان يعبدون الهة من دون الله يعتقدون فيها الفعل والتاثير والنفع والضر وانها تقرب من الله وتجلب الخير لكل من لاذ بها وتصيب با الاذى كل من تعرض لها وهذا كله ينافي توحيد الربوبية وصريح القران الكريم والسنة .

*اما النقل : فا النصوص الشرعية التي تثبت ان المشركين في كل زمان ومكان لم يكونوا موحيدين ربوبية قط صريحة ومحكمة وقاطعة وهي كلها تثبت انهم كانوا مشركين الوهية وربوبية لانهما امران متلازمان نذكر على سبيل المثال ما يقطع ذريعة كل مجادل ويخرس لسان كل مختال :


1- يقول الحق تبارك وتعالى :حكاية عن المشركين حينما سئلوا عن سر عبادتهم لاصنامهم من دون الله '' ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى '' وهذا صريح في ان الكفار كانوا يعتقدون في اصنامهم انها تملك هدايتهم وتقريبهم من الله فاين توحيد الربوبية ؟



2- هود عليه السلام حينما حاور المشركين في معبوداتهم وبين لهم انها لا تملك لهم شيئا من دون الله ردوا عليه بقولهم : '' ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسؤ ''
وهذا ايضا صريح في ان المشركين كانوا يعتقدون في معبوداتهم واصنامهم النفع والضر والفعل والتاثير حيث انها تصيب با السوء في اعتقادهم مما يدلك على ان المشركين كانوا يشركون مع الله غيره في الربوبية خلافا لما يزعمه اصحاب التقسيم


3- يقول الله تعالى : الم ترى الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اته الله الملك اذ قال ابراهيم ربي يحي ويميت قال انى احي واميت .

لقد كان نمرود يدعي الربوبية بملكه وسلطانه وجبروته وكان يزعم ان له خصائص الربوبية من احياء واماتة ثم هو بعد ذالك يجادل ابراهيم عليه الصلات والسلام في ربه لا في الهه كما تنص على ذالك الاية فهل يستطيع قائل بعد هذا ان يقول ان نمرود كان موحدا ربوبية وان ابراهيم عليه السلام جائ يدعوا الى توحيد الالوهية فقط ؟؟


4- يقول تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام وهو يدعي اصحاب السنن الى عقيدة التوحيد الخالص '' يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار " وتامل معي قول الصديق عليه السلام اارباب متفرقون ولم يقل الهة وهو صريح في ان اهل السجن كانوا يعبدون اكثر من رب واكثر من اله فهل يستساغ في العقول السليمة بعد ذالك ان يقال ان هؤلاء المشركون كانوا موحدين ربوبية وان الصديق عليه السلام جائهم بتوحيد الالوهية فقط ؟ سبحانك هذا بهتان عضيم


5- يقول الله تعالى حكاية عن فرغون حينما استخف قومه فااطاعوه '' انا ربكم الاعلى " وهكذا زعم فرعون الربوبية لنفسه ودان له بهاده الربوبية قومه

فهل يسمح لنفسه من عنده ذرة حياء ان يدعي ان فرعون وقومه كانوا موحدين توحيد ربوبية ؟؟ وانما جائهم الكليم عليه السلام بتوحيد الالوهية وحده ؟؟ ثم ان فرعون ادعى الالوهية ايضاا عندما قال '' يا ايها الملاء ما علمت لكم من اله غيري " وهذا يدل على انه لا فرق بين الربوبية والالوهية فمن ادعى لنفسه الربوبية فقد جعل من ذاته الها ومن ادعى اللوهية فقد جعل من نفسه ربا لغيره .

6- ثم ان الميت في قبره لا يسال في ذالك الموقف العضيم ثبتنا الله واياكم على الحق المبين عن الالوهية وتوحيدها بل يقول له المللك من ربك * اخرجه مسلم في صحيحه 5118 فلو كان الامر كما يزعم ابن عبد الوهاب لما كان السؤال المللك حاجة او نفع اذ ان الناس كلهم عند ابن عبد الوهاب وابن تيمة يعتقدون بتوحيد الربوبية فلما كان الامر كذالك دال على انه ليس كما يدعيه ابن عبد الوهاب ومن تبعهم

وتا الله وبالله لم نسمع في مصنفات المفسيرين والحفاض من اتى بهدا التقسيم البدعي وقد اكرم الله هده الامة با اساطين التفسير فتحا من رب الارباب كا سيدنا ابن عباس والصحابة وابن جرير والقرطبي ومجاهد وطاوس والبغوي وغيرهم ممن فتح الله لهم سر فهم الكتاب العضيم

8- يقول الله تعلى في حق الكافرين والمشركين جميعا " ثم الذين كفروا بربهم يعدلون " ومعنى يعدلون انهم يسوون بربهم صاحب الخلق والفعل والتقدير والتدبير غيره من معبوداتهم فا التسوية اذا في الخصائص الربوبية لا في طاعة والعبادة بدليل قوله تعالى " بربهم " ولم يقل بالههم وهذا صريح في شرك المشركين با لله ربوبية وان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم جاؤو لدعوة الناس الى توحيد الله تعالى مطلقا .

من هنا يتضح لكل ذي عقل بصير غير متعصب ان المشركين كانوا في كل الازمان مشركي الالوهية وربوبية ومن قال بغير ذالك فقد اعضم الفرية وابعد عن الحق وادعى ما لا دليل عليه من عقل او نقل ووصف المشركين با التوحيد والمؤمنين با الشرك

وعليه فان من اشرك الالوهية اشرك ربوبية ومن اشرك ربوبية اشرك الالوهية


وقد يتمسك اصحاب هذا التقسيم القائلون بان المشركين كانوا موحدين ربوبية بمثل قوله تعالى " ولئن سالتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله

وقوله تعالى " قل من رب السموات السبع ورب العرش العضيم سيقولون الله قل افلا تتقون "

وبما شابه ذالك من الايات وهو في القران كثير فا نقول :

ان هذه شبهة اوهى من بيت العنكبوت عندى كل من كان له عقل وبصيرة وعندى جمهور اهل التفسير واتي با تفاسير اهل العلم العضام ما تجد من يقول ان هده الايات تدل على ان المشركين موحدين توحيد ربوبية


فاولا : المشركون يقرون بالسنتهم بوجود الله عندى اقامة الحجة عليهم وقلوبهم تابى ذالك وتنكره على حد قوله تعالى " يرضونكم بافواههم وتابى قلوبهم " ومجرد الاقرار با اللسان دون ان يكون هناك تصديق قلبي لا قيمة له ولا عبرة به في شرع الله

ثانيا : ان مجرد الاقرار بان الله تعالى هو الخالق السموات والارص لا دليل فيه على توحيد الربوبية الذي يزعمونه فهم مع اقرارهم بان الله تعالى هو الخالق للسموات والارض يؤمنون ايضا بالهتهم تشارك الله تعالى في الايجاد والتاثير في ايصال الخير ودفع الشر وجلب النفع وابعاد الضر ولاولا ذالك ما عبدوها وهذه مناقضة واضحة للقول بكونهم موحدين ربوبية

وننتقل الان الى توحيد الصفات :

لنتعرف على حقيقة زعمهم فانهم يقولون : توحيد الصفات يتمثل في اثبات ما اثبت الله لنفسه ونفي ما نفى الله عنه ونفرد تعالى بذالك

قلت : هذه دعوة غير صحيحة لاننا نثبت لله ما اثبته الله لنفسه وكذالك ما اثبته رسوله صلى الله عليه وسلم فا الافراد هنا لا ينبغي ولا يتصور فرب صفة كمال ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ووصف بها ربه ولم ترد في القران الكريم

وبناء على ذالك فا التوحيد في هذه المسئلة غير وارد فلا يجوز بعد اذ ان يكفروا من لم يعترف با توحيد الصفات الذي يدعوه ثم لو سلمنا لهم جدلا هذا التوحيد المزعوم ثم نضرنا فيه لوجدناهم لله تعالى ما نزه نفسه عنه فاهم يثبتون لله تعالى عينا ووجها وساقا ويدين وجنبا على الحقيقة كما تقدم معك ونحن نجيبهم بان الهنا منزه عن كل نقص وعيب ولا نثبت له الاالكمال وننفي عنه كل نقص وذات الله تعالى وصفاته وافعاله كاملة كمالا لايقبل الزيادة والغريب من هاؤلاء انهم يصفون الله تعالى با الجهة والجسمية ...؟


فانت ترى ان توحيد الصفات الذي يدعوننا اليه هو ان نعبد جسما له عينين وارجل ووجه ويدان وساق واحدة وجنبان فاكان هؤلاء الناس يعبدون الها غير اله المسلمين ويقولون يد لايست كا الايدي وساق لايست كا السيقان

وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة والناس له ساق ليست كا السيقان ويد ليست كا الايدي ووجه ليس كا الوجه تعالى العضيم ان يوصف الا بما وصف به نفسه

نعوذ با الله من نسبة الوثنية الى دين الاسلام فا الواجب على كل مسلم ان يحطم صنم هؤلاء الناس من قلوبهم ليخرجهم من بشاعة التجسيم الى توحيد الخالص با الله الواحد القهار والله المستعان على مايصفون



واجابة على السؤال الثالث نقول : لقد كان لهذا التقسيم المبتدع اثاره السلبية السيئة في حيات الامة ونتائجه الوخيمة الضارة في واقعها الديني والاجتماعي .



1* لقد احدث هذا التقسيم بلبلة في عقول وقلوب كثير من الناس اضربت معها صورة التوحيد الخالص لله رب العالمين التوحيد الذي نزل به الوحي وجاء به الابياء ودعا اليه الرسل من غير تقسيم

2* اشعل القوم بهذا التقسيم نار الفتنة في الامة الواحدة واجتثوا اسباب المودة والمحبة والتراحم والتلاحم في ما بينها وغرس ذالك الشحناء والغل والبغضاء والحقد والتناكر والكراهية والتلاعن والتقاتل مما اوهن عزيمة الامة وفرقا جمعها وشتت شملها واذهب قوتها واطمع فيها غيرها ومكن منها عدوها


3* لقد شطر هذا القول المبتدع الامة الى معسكرين يدعي احدهما التوحيد الخالص ويرمي غيره من اهل الملة با الشرك والكفر يجعله اسوء حالا من فرعون وهمان مع ان تكفير المسلم ورمي الموحد با الشرك من اهل القبلة بدون دليل صريح من افحش الفواحش واكبر الكبائر في الاسلام وعجب من ذالك كله انهم يتلون الايات التي نزلت في المشركين على المسلمين ويزعمون ان المسلمين هم المعنيون بها

فا تطبيق قول الله تعالى : وما يؤمن اكثرهم با الله الا وهم مشركون " على الموحدين من اهل القبلة خروج با النص على معناه

فقد اجمع اهل التفسير على ان هذه الاية نزلت في المشركين الذين يعبدون غير الله ويتخدون من دونه الهة يقدسونها ويسبحونها بحمدها ثم تامل قول الله تعالى " وما يؤمن اكثرهم با الله " ولم يقل وما يوحد مما يدل على انها نزلت في المشركين با الله ربوبية والوهية وان اعترفوا با وجود الخالق للسموات والارض فكيف تحمل هذه الاية بعد ذالك على من امن با الله وملائكته وكتبه وبا الانبياء ومحمد صلى الله عليه وسلم وقال لا اله الا الله بلسانه وصدق بها قلبه ولم يعبد سوى الله

عجبا والله ؟؟

اقول وبالله التوفيق الحمد لله على نعمة الاسلام دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما انا من المشركين موحدا با رب العزة ومقنا با انه الخالق الرازق القدير الاول والاخر وان لا معبود با حق الا الله


انصح نفسي واخوتي با اخد التوحيد من العلماء الربانين المتبحرين با العلم والعاملين به علما وعملا وصبرا وليس العلماء الناقلين للعلم

واجمل كتب التوحيد كتاب توحيد الامام امير المؤمن في الحديث الشريف البخاري رضي الله عنه


وقدس الله سره .


سبحانك اللهم اشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك
وصلى الله على سيدنا وامامنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحابته الاخيار الاطهار .