يا ست إيمان المبدعة ما رأيك في هذا:
استأذن أبو نواس خلفًا الأحمر في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك في عمل الشعر إلا أن تحفظ ألف مقطوع للعرب ما بين أرجوزة وقصيدة ومقطوعة. فغاب عنه مدة وحضر إليه، فقال له: قد حفظتُها. فقال له خلف الأحمر: أَنشِدْها. فأنشده أكثرها في عدة أيام. ثم سأله أن يأذن له في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك إلا أن تنسى هذه الألف أرجوزة كأنك لم تحفظها. فقال له: هذا أمرٌ يصعب عليَّ، فإني قد أتقنت حفظها. فقال له: لا آذن لك إلا أن تنساها. فذهب أبو نواس إلى بعض الأديرة، وخلا بنفسه، وأقام مدّة حتى نسيها. ثم حضر فقال: قد نسيتها حتى كأن لم أكن حفظتها قط. فقال له خلف: الآن انظم الشِّعر!
أما أنت يا شهندا فما رأيك في:
أنّ أكثر العلماء يرون أنّ "الشاعر" لا يُتعلّم، لأنّ الشاعر يحتاج لعقل مليء صافٍ مُصفّى تَصْطفُّ فيه الكلمات وتُعتصَر فيه المعاني وتجري فيه رقّةُ القول مع طرافة وجدّة وهزل وتنويع ...
كقول الشاعر الصيني مادحا:
ها هو القمرْ .. مُشرِقْ ... مرتفع فوق البحرْ ...
هو للنظر شواطئ ... وللنفس شواهدْ ...