أدوات المشروع الإيرانى فى المنطقة العربية
صباح الموسوي : عضو منتدى المفكرين المسلمين : ومن الأمور التى لا يمكن لإيران إغفالها أو تجاهل استغلال للأنشطة والأعمال الاقتصادية فى تحقيق مآربها السياسية وأنشطتها التجسسية، هى العامل التجارى والاقتصادى بينها وبين الدول العربية والخليجية منه خاصة، فقد جاء فى تصريح لمدير منظمة تنمية التجارة الإيرانية "مهدى فتح الله" فى 3 أكتوبر/تشرين الأول 2007م، أن الإمارات العربية المتحدة، هى الشريك التجارى العربى الأول لإيران، ووفق المصادر الإيرانية فقد وصل حجم صادرات دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إيران فى السنة المالية الإيرانية - 2005م نحو 7.5 مليار دولار، فيما بلغ حجم صادرات إيران إلى دولة الإمارات 2.5 مليار دولار. ولإيران جالية كبيرة فى دول الخليج العربى، ففى دولة الإمارات وحدها تقدر بأكثر من نصف مليون إيراني، وهناك ما يقرب من ستة آلاف وخمسمائة شركة إيرانية تعمل فى الإمارات. وبلغت الأموال التى أدخلها المستثمرون الإيرانيون إلى دبى وحدها أكثر من مائتى مليار دولار فى عام 2005 وكانت هناك مساعى إيرانية برفعها إلى ثلاثمائة مليار دولار فى العام 2006م. وهذا الأمر ينطبق على سائر دول مجلس التعاون الخليجى وإن كان بدرجات متفاوتة.
وتلتقى هذه الرؤية مع ما ورد فى تقرير خاص وضعته جهة عربية، وأوردت فيه معلومات عن استعدادات لخلايا إيرانية فى إحدى الدول الخليجية لبدء تحرك مرحلى، يبدأ بتجمعات شعبية فى الحسينيات، ثم ينتقل إلى مستوى عصيان مدنى يتمثل فى إغلاق المتاجر والمحلات والامتناع عن العمل، إضافة إلى القيام بتظاهرات صاخبة، ويحذر التقرير من خطورة هذه الخطوة حيث إن التجار الذين يوالون إيران مذهبيًا وسياسيًا, يسيطرون سيطرة شبه كاملة على أسواق المواد الغذائية والقطاعات الخدمية الحيوية فى الماء والكهرباء، بحيث إن العصيان المدنى سيشل الحياة فى هذه الدول. وهذا المخطط قد طبق جزء منه فى البحرين فى العام 2011م قبل دخول قوات درع الجزيرة التى أنقذت الموقف فى الوقت الحرج.
الملخص:
أن ما تقدم يدفع بكل مواطن عربى وخليجى غيور أن يتمعن مليًا بهذا الاستعراض، ليراجع نفسه ويتساءل عن السبب الذى جعل إيران تقوم بكل ما قامت بها لحد الآن، وما هى العوامل والأسباب التى جعلت إيران تتمكن من تحقيق كل هذا النفوذ الذى تحول إلى خطر داهم يهدد أمننا وسلامة مجتمعاتنا ودولنا؟ فهل السبب هو ضعف الأجهزة الأمنية العربية وعدم قدرتها على حماية أمننا القومى؟ (وهذا نشك به)، أم بسبب ضعف القرار السياسى لحكوماتنا الذى شجع إيران على التمادى والتدخل فى الشئون الداخلية لدولنا وتهديد أمن واستقرار مجتمعاتنا؟ أم بسبب غياب المشروع العربى (رسميا كان أو شعبيا) القادر على التعامل مع إيران بنفس الأسلوب الذى تقوم به بهدف ردعها؟
علمًا أن هناك فئات كثيرة من المجتمعات العربية لا ترى فى إيران خطرًا على أمنها، خاصة عندما تتم مقارنة إيران بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، أعتقد لو أن إيران تعد دولة مسلمة وترفع شعار دعم القضية الفلسطينية فهذا يسهل عليها اختراق المجتمعات العربية، وهذا ما هو حاصل بالفعل.
لذا نرى أن الأمر بحاجة ماسة إلى إستراتيجيين للتصدى للمسألة ودراسة أبعادها وليس فى عمل استطلاع رأى فقير معرفيًا ومنهجيًا، فالقضايا الإستراتيجية لا تناقش عبر استطلاعات الرأى على صفحات مواقع الإنترنت والصحف أو عبر الجلسات العامة.
المصدر : المصريون .