في البداية احب ان أوضح شيئاً هاماً
كنت طالباً ادرس في الولايات المتحدة
كنت اكتب مواضيع سياسية في إحدى المنتديات على شبكة الإنترنت
وعن عودتي للوطن أثناء الإجازة التي مدتها أسبوعين فوجئت برجال المخابرات يلقون القبض علي في المطار لماذا؟؟
لأنني كتبت مقال ضد فخامة الرئيس
وفعلاً مكثت عاماً كاملاً في المعتقل بدون محاكمة
خرجت من المعتقل بعد جهد جهيد قام به أبي وعائلتي
يوم خروجي أقامت عائلتي حفلة كبيرة وبعد الحفلة جلست مع أبي وكبار أفراد العائلة الذين وجهوا لي سيل من النصائح حول ضرورة إطاعة ولي الأمر وعدم الخروج عنه
وحتى عندما قلت لهم أننا في عصر الديمقراطية وحرية الرأي لم يكن ذلك ليغير موقفهم
بعد ذلك أعطاني أبي مبلغاً من المال وتذكرة سفر الى أمريكا وقال لي اذهب ولا تعد حتى تهداء الأمور وتعود للوطن
وهكذا سافرت ثاني يوم خروجي من المعتقل وطبعاً أقسمت أنني لن اطلب اللجوء السياسي أبداً
وإنني سأعود للوطن بمجرد انتهاء دراستي
وهكذا عدت للوطن وقلت في نفسي العمر واحد والرب واحد ولم أتوقف عن كتابة ما اعتقده صحيحاً
عندما قام الربيع العربي كنت من أوائل الذين وقفوا معه وشاركت في المظاهرات وفي الندوات والمحاضرات
لماذا أقول هذا الكلام !!!!!!!!
أقوله حتى لا يزايد احد على كلامي
الربيع العربي في تونس ومصر كان ناجحاً وبامتياز
الربيع العربي في ليبيا كان قمة الفشل للربيع العربي
ورغم ان معمر القذافي ديكتاتور ورغم ان الشعب الليبي عانا الأمرين تحت حكمة ولكن كنا نريد ربيعاً بدون حلف الناتو وبدون كل هذا الدمار
في اليمن الذي كاد الربيع العربي وأيضاً الرئيس السابق ان يدمرة
لم يستطع الثوار إسقاط النظام كما لم يستطع النظام إسكات الثوار
لذلك تداعت الامم على اليمن وخرجت مبادرة دول الخليج وبرعاية من الامم المتحدة والدول الخمس الدائمين في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وترحيب من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي
طبعاً ليس ذلك حباً في اليمن ولكن خوفاً من سقوط مناطق في البلاد بيد تنظيم القاعدة الذي اصبح على بعد مرمى حجر من مضيق باب المندب حيث تمر يومياً ملايين من براميل النفط من الخليج العربي الى أوروبا وأمريكا والذي تمر فيه ثلث سفن العالم يومياً بين اليابان والصين والهند وأوروبا وأمريكا وأفريقيا
أما دول الخليج فمن البداية كانت لا تريد ان ينجح اي ربيع في اليمن والذي لو نجح سينتقل إليها ويسقط عروش حكامها
الآن فقط عرفت لماذا يقف العالم مع الرئيس الجديد.......لعنة الله على المصالح التي أصبحت اهم من البشر
كل هذا مقدمة طويلة
الموضوع الأساسي هو سورية
سوريا اليوم تدمر
الثوار والنظام الأسدي يتحملان ما يحدث اليوم في سورية
اي ثورة هذه التي تدمر بلدها وأي نظام هذا الذي يحرق بلده من اجل كرسي السلطة
فليذهب بشار وجيشة والمعارضة وجيشها للجحيم ولتبقى سورية وشعبها العظيم
انا شاب جرب السجن وجرب الظلم وجرب النفي وشارك في الربيع العربي
واعرف تماماً معنى معاناة الشعب العربي في سورية
ان كل شخص يتمنى استمرار الدمار في سوريا هو شخص ماتت فيه الإنسانية وظل ضميره الطريق
ولم يعد الذي يخفق في صدرة يسمى قلباً
ليس من الاسلام في شي من يقف على المنبر ليدعو للجهاد في سورية وهو قاعد في بلدة ولا يشعر ولو بجزء بسيط من معاناة المواطن السوري
بالأمس وقف هؤلاء يحرضون ويشحنون المراهقين كالبضائع الى جبال أفغانستان ليموتوا هناك وليدمروا بلاد الأفغان بجهلهم
في معركة خططت لها أمريكا لضرب روسيا في أفغانستان وأداة الضرب هم العرب والمسلمين
كنا مجرد كروت وللأسف لا زلنا كروت يلعبون بنا ويرموننا في صناديق القمامة بعد انتهاء اللعب
انظروا الى أفغانستان لم تهداء منذو ذلك الزمان وحتى اليوم هل تريدوا ان تتحول سوريه الى أفغانستان جديدة
قال الله تعالى
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
علينا اليوم ان نقف مع السلام في سورية
علينا ان نقف مع الحل ووقف الحرب والدمار والعنف
cc