من هو حسن نصر الله ومن هو حزب الله؟

[د.عادل]

لسم الله الرحمن الرحيم
علمنا ديننا الحنيف أن نجادل الناس بالتي هي أحسن، و إن كانوا كفارا، لذلك أهيب بإخواني ان تتسع صدروهم لردي هذا و أنا منهم أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله.
في البداية أود التأكيد على أمر هام، فأنا لست شيعيا و لست سنيا و لست من أتباع أي مذهب إلا فيما تعلق بأحكام العبادات و المعاملات فأنا مالكي، و لا أعتبر المالكية مذهبا أنتمي إليه، بل مجرد آراء فقهية أحتكم إليها فيما لا نص فيه و فيما يحتاج إلى تفسير و بيان من أحكام الشارع الحكيم.
لذلك أرجو من الإخوة أن يترفعوا من الآن عن أسلوب التهجم و السب و الإتهام و التسخيف ، فهو ليس من أخلاق المسلم على كل حال.
لقد قرأت الموضوع و ما تلاه من ردود، و شعرت بكثير من الخيبة لما آل إليه حال الأمة من هذه الجهة و من تلك :
فهؤلاء " الشيعة " يبنون عقائدهم على سب رجال و نساء إصطفاهم الله لنبيه و وعدهم بالجنة و كان لهم فل نشر الرسالة المحمدية و الدفاع عنها حين كانت تحتاج إلى كل دعم حتى وصلت إلينا اليوم و حتى كنا بفضل الله و بفضلهم مسملمين موحدين ... و هؤلاء " السنة " يبنون نظرتهم للدعوة على مهاجمة " الشيعة " و سبهم و لعنهم و تجريحهم، و يل لنا و ألف ويل ... أهذا هو الإسلام ؟ ألم يعد في الأمة صوت عقل واحد نستنير به في هذه العتمة الفكرية التي تخنق انفاس الأمة و تنخر جسدها من الداخل.
عجيب أن يتصدى أحدنا إلى بذل الجهد و الوقت و المال في هذا المنتدى لـ " يكشف " للناس " حقيقة " ز عيم حزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، و لا يتصدى هذا الشخص نفسه ليكشف لنا المخاطر التي تتهدد وجود الأمة الإسلامية نفسها و ما يحاك ضدها من مكائد غربية و صهيونية، و كأني بعقول الناس قد إقتنعت بجدوى معالجة الضرس حين يكون الجسد كله مصابا بالسرطان.
لم يقل لنا صاحب الموضوع أن حزب الله اللبناني قد تأسس من طرف مجموعة من الشباب اللبناني للدفاع عن العاصمة اللبنانية بيروت حين دخل إليها الصهاينة سنة 1982 و عاثوا فيها فساد ... لم يقل لنا صاحب الموضوع أن سكان الجنوب اللبناني شيعة في غالبيتهم المطلقة و قد كانوا يدافعون عن قراهم و بيوتهم كأي حركة مقاومة شعبية قد تكون سنية او علوية أو إباضية أو كافرة أو ملحدة .. لم يقل لنا صاحب الموضوع أن حزب الله اللبناني لم يطلب من أحد الإنضمام إلى صفوفه للدفاع عن جنوب لبنان و لم يطلب من أحد أن يتشيع ... هم يدافعون عن بيوتهم و قراهم و أبنائهم فبأي حق تنكرون عليهم هذا الحق و قد أقرته جميع الشرائع السماوية و الوضعية للإنسان كإنسان بصرف النظر عن عرقه و لسانه و معتقده.

خاطبوا فينا العقل و لا تلعبوا على الغرائز و الحماسة، لأن اللعب على الغرائز قد أضاع الأندلس و أضاع القدس و أضاع الأمة الإسلامية، أما عن فساد العقيدة فهو ليس أمرا تنفرد به هذه الطائفة دون تلك .... فلنحاول تنقية الشوائب بإعمال العقل و التحلي بأخلاق الإسلام و الإقتداء برسول الله و صحابة رسول الله إن كنا فعلا ندعي الغيرة عليهم ... و تأملوا جيدا كيف تصرف ذو النوريين مع مخالفيه الذين حاصروا بيته و قتلوه ... ألم يكن قادرا على محقهم ؟
الله الله في أمة محمد ... و و الله إنها عند الله لكبيرة إن كنتم تعقلون.