ألفاظ
(الجسم) و( العرض) و(الحيّز) و(الجهة)
لم ترد في الكتاب
ولا في السنة الصحيحة المطهرة
في حق الله اطلاقاً
لا منفيّة ولا مثبتة
فهي ألفاظ مبتدعة دخيلة على المسلمين
وهي ألفاظ يستخدمها الفلاسفة الوثنيون
تلقّفتها الجهمية والمعتزلة وأهل الأهواء
وهي ألفاظٌ مجملةٌ
لاتُحقّ حقاً ولا تُبطل باطلاً
بل هي محتملة للحق ومحتملة للباطل
وموقف أهل السنة والجماعة من هذه الألفاظ المستحدثة
أنهم لايثبتونها ولا ينفونها بل يستفصلون عن معناها
فمثلاً لفظة ( الجسم )
الذي هو عند الفلاسفة يعني :
((الذات)) في أصل اصطلاحهم
إن أراد قائلها أن الله سبحانه قيوم بنفسه قائم بغيره يتصف بما يجب له
فهذا حقٌّ مقبول
وإن أراد قائلها أن الله سبحانه جسم مركب من أعضاء ولحم وعصب ونحو ذلك
فهذا باطل مردود
ولايجوز ولا يصح أن نطلقه على الله
بل يجب على كل مسلم أن يصف الله بما وصف به نفسه
وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم
كما جاء في القرآن العظيم والسنة النبوية المطهرة
بلا زيادة ولانقصان
وبلا تحريف ولا تشبيه ولا تمثيل ولاتكييف
والوقوف عند قول الله وقول رسوله
- صلى الله عليه وسلم-
لأن الله أعلم بنفسه من غيره
ولأن رسوله
- صلى الله عليه وسلم-
أعلم الخلق بربه
- سبحانه وتعالى-
والتشابه في الأسامي
لايلزم منه التشابه في الحقائق والمعاني
فقد وصف الله نفسه بأنه رؤوفٌ رحيم
فقال سبحانه :"وإن الله بالناس لرؤوف رحيم"
ووصف الله رسوله بأنه رؤوف رحيم
فقال سبحانه:" بالمؤمنين رؤوف رحيم"
وليست رأفة النبي -صلى الله عليه وسلم- ورحمته
كرأفة الله ورحمته
ولايُفهم من ذلك التماثل والتشبيه
بين حقيقة رأفة ورحمة النبي -صلى الله عليه وسلم-
وبين حقيقة رأفة الله ورحمته - سبحانه وبحمده -
فليس الرؤوف كالرؤوف وليس الرحيم كالرحيم
والتشابه في الأسامي
لا يلزم منه التشابه في الحقائق والمعاني
ومن تنبه لهذه الحقيقة
زال عنه وسواس التشبيه
وبريء من دنس التمثيل
ومن جراءة التعطيل
