قال الإمام ابن القيم مجليًا هذا المعنى: "لو رجع العبد إلى السبب والموجِب لكان اشتغاله بدفعه أجدى عليه، وأنفع له من خصومة من جرى على يديه، فإنه –وإن كان ظالمًا– فهو الذي سلطه على نفسه بظلمه، قال الله تعالى: ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم﴾، فأخبر أن أذى عدوهم لهم، إنما هو بسبب ظلمهم، وقال تعالى: ﴿وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير﴾.
وقال أيضًا: وكذلك النصر والتأييد الكامل، إنما هو لأهل الإيمان الكامل، قال تعالى: ﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾، وقال: ﴿فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين﴾، فَمَنْ نَقَصَ إيمانه نَقَصَ نصيبه من النصر والتأييد، ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله، أو بإدالة عدو عليه فإنما هي بذنوبه: إما بترك واجب، أو فِعل محرم، وهو مِنْ نَقْص إيمانه(9).
(9) انظر: مدارج السالكين (2/230 وما بعدها).