التاريخ القديم والمعاصر ولوقتنا الحاضر زاخر بالعديد من الأمثلة لفاشلين وطامعين ضحوا بكل نفيس وغالٍ من أجل الانتقام لفشلهم وبث الروح في أطماعهم، نوعية مخصوصة من البشر تجردت من كل القيم والمبادئ والأخلاق؛ بحثًا عن المناصب ولهثًا وراء السلطة، لا يبالون بدماء سفكت، وأموال ضاعت، ودول خربت. ففي كل وادٍ للفتنة يهيمون، وخلف كل ناعق يسيرون، قتلهم حب الدنيا، وأعماهم الحرص على المناصب وعشق السلطة والكراسي..
تحالف غير مسبوق من علمانيين وليبراليين واشتراكيين وشيوعيين وثوريين وفلول مبارك وقتلة ثوار وفاسدين، شتات لا يجمعه سوى كراهية تطبيق الشريعة ومعاداة المشروع الإسلامي، والرغبة المدمرة في التخلص من التيار الإسلامي وتصفية حسابات الفشل والخسارة الانتخابية والسياسية والفكرية معه..
هذا التحالف يجتمع اليوم، ليس بحثًا عن الحرية والعدالة الاجتماعية أو الثورة على الاستبداد والدكتاتورية كما يروجون ويخدعون الشباب بهذه الشعارات البراقة والكلمات الفخمة الطنانة، وأين كانت تلك الشعارات والعسكر يحكمون مصر طيلة عام ونصف بكل استبداد ودكتاتورية؟! ويطالبون بتمديد حكم العسكر لعامين كما طالب بذلك كبيرهم "البرادعي"، إنما هي في حقيقة الأمر شعارات للانتقام وتفريغ غيظ الصدور وبثّ سواد النفوس على "تيار" ليس له ذنب سوى أن الشعب اختاره، وأتى به في سدة الحكم وفي المجالس النيابية.
فهل ينجح تحالف الفاشلين في إحراق مصر وتدمير مؤسساتها؟
أغلب الظن أنهم سيفشلون؛ لأن كلمة الله الماضية أنه سبحانه وتعالى لا يصلح عمل المفسدين، فالفشل سيكون حليفهم بمشيئة الله.