السلام عليكم و رحمة الله أخي : أولا أود التفلسف قليلا على العبقري أينشتاين والذي يعتبر أن كل شيء نسبي المكان و الزمان و الحركة و السكون ووووو، وأن إنتظار نتائج مختلفة من تجربة بنفس المعطيات وفي نفس الظروف أو البيئة هو الغباء بعينه.....فعلا يعتبر هذا غباء أو جهلا بقوانين العلم ، ولكن في نفس الوقت لو غيرنا المعطيات و البيئة التي تتضمن الزمان و المكان والظروف التي تتضمن سبب حدوث الظاهرة فلن نحصل حتما على نتائج يقينية مرضية لأن الحدود التي ذكرناها سابقا من معطيات و ظروف و بيئة كلها نسبية توصلنا إلى ما يعرف بنسبية الحقيقة ، إذا المشكلة تكمن في كيفية الإنطلاق من حدود نسبية للوصول لنتائج يمكن تعميمها ، إذا ليس الإشكال في إعادة التجربة بنفس المعطيات والأدوات السابقة ، الإشكال في كيفية إيجاد تناسب بين المعطيات النظرية للتجربة والبيئة الميدانية التي سيتم فيها إسقاط هذه المعطيات و تجسيدها ، هذا التناسب قد يقلل من نسبية النتائج و يرفع من نسبة نجاحها.....سأعطيك مثالا على نظام ل م د الجامعي الذي حكموا عليه بالفشل ، أول ما طبق هذا النظام طبق في الجامعات الكبرى المعروفة في الوطن مثل جامعة و هران و قسنطينة ، هناك نجح النظام فقرروا تعميمه على باقي الجامعات الأخرى فإنطلقوا من الجامعات المتوسطة المعروفة بمستواها المتدني ففشل النظام ، السبب ليس في إعادة تجربة ل م د بنفس معطيات الجامعات الكبرى على الجامعات الأخرى ، و لكن السبب في الفشل هو عدم تناسب المعطيات المستخدمة مع البيئة الميدانية التي تم فيها تطبيق هذا النظام ، فلو أعدنا تجربة نظام ل م د بنفس معطيات الجامعات التي نجح فيها على جامعات من نفس المستوى لنجح هذا النظام....هناك نقطة اخرى ذكرتها و هي الوقوف في نقطة ثابتة بينما الكون كله يتحرك و رغم هذا نحلم بالتغيير.... فعلا كلامك فيه جانب من الصواب و لكن أريد تأييده بفكرة . ناقشت يوما مع أحد أساتذة علم الإجتماع ظاهرة العنوسة و قلت له أني أود البحث في هذه الظاهرة جيداعلني أستطيع فهم الأسباب الحقيقية و ملابسات إنتشارها و لا يهمني الوقت الذي سأقضيه في بحثي ، اتعلم ماذا أجابني : قال لي يابنيتي أنصحك بدل إهدار عمرك في متابعة ظاهرة العنوسة إذهبي وتزوجي كي لا تكوني طرفا فاعلا في المشكلة وأنت تظنين أنك تبحثين لها عن حل، إعتقدت أنه يسخر مني و لكن فهمت جملته جيدا ، قد نبحث عن حلول لمشاكل فنجد أنفسنا اطرافا فاعلة فيها ، لذا فليبدأ كل منا في تغيير نفسه ليتغير الكون حوله ، إذا التوقف في نقطة ثابتة لا يعني الركود دائما و إنما قد يعني التفكير في بعض الأولويات أهمها البدأ بتغيير النفس قبل الآخر......