اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيء من رجاء !
فاصل ونواصل / حكايتي مع اللغة العربية
حين كنتُ في المدرسة كنتُ لا أحب مادة الأدب العربي لأنها جافة ومملة ، هكذا كان انطباعي .. أما أستاذ المادة فكنا نسميه (الجوْ ) غفر الله لنا وهدانا ، لأنه لا يحضر إذا كان اليوم شديد الحرارة أو البرودة ، أو به ريح أو مطر .. فكنتُ أتخذ لي ركنا في القسم وأمارس هوايتي في الرسم ، أو الحديث مع صديقتي ، أو حتى أظفر بغفوة صغيرة ..
ثم لما نجحتُ في شهادة الباكلوريا ( تخصصي علوم) ، فكرتُ أني لا أريد السفر خارج الولاية للدراسة ، وكانت التخصصات المتاحة في الفرع الموجود عندنا أدب عربي وحقوق ، كان الجميع يظنني سأختار الحقوق ، بل رغبوها إلي بدعوى أنها تناسبني ، وخُلقت المحاماة لأجلي .. لكني فكرت وقررت تحدي نفسي ودراسة الأدب ، فعجبوا لأمري كيف أدرس شيئا لا أحبه ، فقلتُ هي فرصة لي إما يتغير كرهي غير المبرر للغة ، أو يكون لمشاعري السلبية نحوها سبب مقنع .
ودرستُ الأدب ، مع أنه للأسف لم أحظ بفرصة دراسة اللجانب اللغوي ، حينها كانت مقسمة من يريد دراسة الأدب ( نقد ، أدب قديم ، حديث ومعاصر ، أجنبي .. ) يتوجه لتخصص أدب عربي ولغاته ، وهو ما كان موجود عندنا ، ومن أراد اللغة العربية ( نحو ، بلاغة ... ) يدرس في جامعة ورقلة أو بسكرة .
أثناء دراستي وجدتُ أن الأدب ممتع وبحر واسع ، لا يمل ، وفهمتُ سبب كرهي لها ، أنا لا أحب الحفظ ، أحب الفهم ، وكنتُ أرى العربية لا روح فيها ، نحفظ ونفرغ ، لكن وجدتُ أنها ليست كذلك ، والحفظ ليس كل شيء ، وما يجب فهمه أكثر مم يجب حفظه بكثير ، وبقي التحدي المقبل أن أغوص في بحور النحو و الإعراب ، ليستقيم لساني ويصح بياني
|
عزيزتي مستواك جيد جدا ، ألم تفكري في مواصلت دراساتك العليا في الأدب العربي ، فهو مجال خصب واسع لا يمل، بل هناك تخصصات مستحدثة جديدة كالنقد الثقافي ، علم الدلالة و تحليل الخطاب و غيره ، إنها أمور في غاية الروعة.....