السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سابدأ من حيث بدأت أخي : مسألة التكفير لا أنكرها بل أتركها لأهلها ولا أجد خيرا في توليها من علماء المنتديات المجهولين وتوزيعها حتى على الأعضاء الافتراضيين أو الجماعات مع التعميم المطلق كما نلاحظه حول مسألة تكفير الشيعة، وقد لاحظت بعض الجرأة من ممثلي القاعدة في بعض المنتديات على التكفير حتى أن أحدهم برر قتل الطاهر تواتي رحمه الله بانه يحمل جواز سفر دبلوماسي ؟ وكأنه هذا الجواز شهادة كفر، أما عن التكفير فلو اتهمتهم به فلن يزعجهم ذلك فأحدهم يفتخر بذلك ويضع نفسه مكان العالم المجتهد المرخص له بعرض الناس على النصوص وتكفير هذا وتبرئة الآخر دون خشية من الله.
ثانيا الأسباب الاقتصادية التي ذكرتها غير مقنعة لعدة أسباب، أولا أن الغرب عندما تعلق الأمر بفرض حصار جوي على ليبيا وقصف بالطائرات عليها تناسى أزمته الإقتصادية وعندما يتعلق الأمر بمالي ومنطقة الساحل بصفة عامة بثرواتها وموقعها الاستراتيجي بجوار ليبيا والجزائر يعجز عن ذلك ؟ أغلب تحركات الغرب حاليا تحكمها حسابات اقتصادية ولو كان الأمر غير ذلك لشاهدنا تدخلا عسكريا مباشرا في سوريا قبل ليبيا وقبل مالي.
مسألة العراق أختلف معك فيها فلا أحد ينكر استفادة أمريكا من الحقول النفطية العراقية ومن الفساد المنتشر في العراق، ناهيك عن استفادتها من إعادة تسليح الجيش العراقي، مثلما استفاد الغرب من اعادة تسليح الجيش الليبي، كل هذا ساهم في تغطية جزء هام من الحرب على العراق يضاف إليه أكبر فائدة والهدف الجوهري من هذه الحرب وهو تدمير جيران إسرائيل وتفتيتهم حتى تنعم بسلام طويل الأمد، خاصة أنها ورثت المنطقة صراعا طائفيا يجني العراقيون وغيرهم ويلاته يوميا.
أعذرني يا محارب فقد وصلت للنقطة الأهم في موضوعك، كيف تقارن بين الدولة الاسلامية التي تريد القاعدة إقامتها وبين دولة الإسلام الحقيقية التي أقامها النبي عليه الصلاة والسلام ؟ أتنكر اختطاف القاعدة للسياح الفرنسيين وتهديدها بإعدامهم ؟ هل ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام اختطاف مشركين من مكة في المدينة المنورة ؟ هل اعدم المنافقين رغم خطرهم على الإسلام ؟ هل عربون إقامة الدولة الاسلامية هو اختطاف ونحر الجزائريين ؟ ثم هل تقارن بين المدينة المنورة وقوت الأنصار آنذاك لتعودهم على الحروب وتواجد اليهود بقوته الاقتصادية هناك، أقول تقارنهم بمالي المتفتتة من الانقلاب العسكري والفقر الضارب هناك بسبب غياب العدالة الاجتماعية ؟ وتكالب الازواد من جهة وأنصار الدين من جهة أخرى والقاعدة من جهة ثالثة والحاكم الجديد من جهة رابعة ؟ أم أن الدولة الإسلامية لا تقام إلا على أنقاض العراق او الصومال أو مالي ؟
أخيرا مسألة حركة حماس أترك لك الحكم فيها بمقارنتها بما فعله حسن نصر الله (مع التحفظ على المعنى) في لبنان هل تسميه جهادا أم لا ؟ وما هو الفرق بين ماتقوم به حماس اليوم وما قام به ذلك الحزب في جنوب لبنان منذ بضع سنين ؟
تعقيب أخير على ردك على الأخ غيلاس : لابد انك قرأت عن وفات سجينين من المتهمين بالهجوم على السفارة الأميكية في تونس بعد إضرابهما عن الطعام لشهرين ، ما تعليقك ؟