تفكك

[بنت الرّحّل]

3) الأخوان الكريمان حفظهما الله :
أنت قادرة على التدخل في تربيتهما والتعاون مع أمك في ذلك وأن تستغلي محنتك في تكوين أفكارهما في الحياة عموما و نحو ( المرأة ) خصوصا

4) شعورك بالراحة مع الاستاذ أكثر من الوالد :
أحذّرك كثيرا من مغبة هذا الشعور والانسياق وراءه ..كوني صارمة مع نفسك الأب أب والأستاذ رجل غريب عنك ..
ثم لا حظي بعض الأمراض الموجودة عند الجميع يمكنه أن يكسب الغرباء لكنه لا يكسب الأقرباء لماذا ؟ لأن بروتوكولات المعاملة الخارجية تفرض عليهم ذلك
لذلك أشدد عليك أن تقومي بقطع هذا الشعور وعدم عقد المقارنة بني الأب و شدته وبين الأستاذ واحترامه ...لأنه شعور رقيق جدا وأنت في هذا السن لا يمكنك تبيّنه بصورة واضحة

لكن إن أمعنت فيه بنظرة إيمانية وشرعية وجدت نفسك تقولين : فقدان صفة من الصفات الجميلة في والدي لا تفقده مكانته في قلبي مهما كانت هذه الصفة وأما الرجال الأجانب فهولاء أجانب عنّي


5) زميلك وانخفاض نقاطك بسببه :
هذا الشيء الذي رويته عن زميلك لا أكذّبه ..لكن هل حقا الأساتذة فعلوا ذلك ولم يكن لانخفاضك في المستوى دخل؟
سامحيني أنا لا أشكك فيك لكن عليك أن لا تتجهي إلى تبرير مشكلة فيك بإلقاء اللوم على الآخرين ..
وأيضا لا تنسي أن ثمة رغبة ملحة فيك أن تكوني الأفضل والأحسن فلا تجرك هذه إلى حسد الناس وتمني مرتبتهم لأنك الأولى والأفضل في نظرك
والدنيا هكذا عزيزتي ..مرة نرتفع ومرة ننخفض .. وهناك من يرتفع في شيء وينخفض في شيء آخر فلا تجعلي نفسك معلقة بالدرجات ليس في النقاط فقط بل في كل شيء في الحياة
وأنت في أول الشباب -ما شاء الله- فاصنعي نفسية ثابة في هذا الأمر ولا تجعليها تكبر معك لأنك في المستقبل إن وجدت شخصا ما يمدحك ثم تغيّر عنك .. ستكرهينه وتكرهين المكان الذي هو فيه كما تكرهين البيت والثانوية
بل هذا شيء لا بد أن لا يؤثر في محبة المكان الذي أنت فيه خاصة المنزل .. صحيح أنه غير كامل لكن فيه إيجابيات كثيرة تجعلك تحبينه .. !!!!

6)كرهك نفسك لكونك فتاة :
هنا ليس عندك الحق في ذلك .. لا أنت خلقت نفسك ولا هم الذين خلقوا أنفسهم فكيف تكرهين الصفة التي اختارها الله لك ...
صدقيني والله لا أكذب عليك أترين ما تعيبنه على والديك ربما مع الأيام تجدينه فيك أنا والدي لم يكن يفرّق بيننا -والحق يقال- لكن أمي حفظها الله لي وأطال في عمرها ، تفرق أقسم لك ذلك تحب الذكور وتحابيهم على حسابنا
وشقيقاتي اللواتي كن ضدها بعد أن أنجبن ألاحظ فيهن التفرقة وهن ينفين ذلك
وواحدة منهن أنجبت البنات فقط وتعذب نفسها بتمني الذكر .. ..
أفضلية الذكر على الأنثى في بعض الجوانب موجودة فعلا بقليل من التأمل لكن هذه الأفضلية لا تعني الجور والاحتقار و العدل لا يتأتى بالعاطفة ولا بشيء آخر وإنما بالإيمان فقط أكثر الناس إيمانا أكثرهم تقوى أكثرهم عدلا
كما أن وجود التفرقة لا تعني أن تهدمي في نفسك جمال الأنثى عند خالقها أولا ثم في نفسها ثانيا

وفي الأخيـر: أعتذر منك على الإطالة لكن بقدر مشكلتك بقدر ردي وأيضا بقدر اهتمامي بها ولقد حذفت ملاحظات كثيرة ولو كانت مشكلتك لا تعني لي شيئا ما تجشمت عناء الرد ولاكتفيت ببعض العبارات و ذهبت ولما وضعت لك الألوان حتى لا تنامي وأنت تقرئين
أتمنى منك أن لا تغضبي مني وأن لا تظني أني انحزت إلى جانب الوالدين وأهملتك لكن الحقيقةإن من أقسى المشاكل والقضايا أن يكون الظالم والمظلوم مشتركين في الدرجة وفي المكانة ...
وما أصعب الحكم بينهما حين تكون الحالة هكذا
واعلمي أن رضا الناس غاية لا تدرك لكن رضا الله غاية تدرك دائما فاهتمي بهذه الغاية وإن تحقق ذلك أعطاك الله كل ما تحلمين به وحنن والديك عليك

وتذكّري أن من الناس من يولد وملعقة العسل في فمه ومن الناس من عليه أن يتعب ليلعق بعضا من العسل! ...

تمنّياتي لك بالتوفيق في حياتك أعجبت بك حقا كان الله معك
سامحيني أطلت عليك لا تقولي ثرثارة هاه